جدد الرئيس بشار الاسد التمسك ب"خطة الاصلاح الطموحة"التي بدأها في سورية داعياً إلى تقديم اقتراحات ل"تجاوز العقبات"وخصوصا البيروقراطية التي تعترض مشروع الاصلاح الاقتصادي والاداري في البلاد. وكان الرئيس الاسد يتحدث في افتتاح المؤتمر الاول للمغتربين بمشاركة 450 مغترباً سورياً وعدد من الوزراء والخبراء السوريين واللبنانيين والدوليين حيث اظهر المغتربون اهتماماً بمشروع قانون لتعديل قانون الخدمة العسكرية. وقال الاسد:"ان عملية التطوير تنطوي على اجراء مراجعة شاملة لخططنا واساليب عملنا واجراء تقويم لما تم انجازه وصولاً الى رؤية متكاملة لما يجب علينا انجازه مستقبلاً من تطوير للقوانين واصلاح للنظام الاداري وتفعيل للنظام الضريبي والارتقاء بالمؤسسات المصرفية لتؤدي دورها المطلوب في عملية الاصلاح هذه". وكان الرئيس الاسد اجرى قبل ايام تعديلاً وزارياً طاول ثلاث حقائب سيادية وحقيبتي الشؤون الاقتصادية، حيث تسلم غسان طيارة وزارة الصناعة خلفاً لعضو اللجنة المركزية في حزب"البعث"الحاكم محمد صافي ابو دان وتسلم عامر لطفي حقيبة الاقتصاد خلفاً لغسان الرفاعي الخبير السابق في"البنك الدولي". واوضحت وزيرة المغتربين الدكتورة بثينة شعبان ل"الحياة"امس ان"التغيير مطلوب دائما لدفع المسيرة الى أمام وعندما تدعو الحاجة". وبعد افتتاح المؤتمر انطلقت سبع ورشات عمل اختصاصية عن شؤون المغتربين والاستثمار والعمل المؤسساتي في سورية، على أمل الخروج بتوصيات ملموسة وتشكيل لجان لمتابعتها في المؤسسات الحكومية. وفيما قال الممثل المقيم ل"البرنامج الانمائي للامم المتحدة"علي الزعتري ل"الحياة"ان المؤتمر سيسفر عن تشكيل صندوق انمائي يساهم فيه المغتربون بأموالهم او خبراتهم لدعم عملية الاصلاح في البلاد، أوضحت شعبان ل"الحياة"انها ستوقع مع الزعتري اتفاقاً لاشهار الصندوق واقدير رأسماله وحصة مساهمة جهات دولية وسورية. ويبلغ عدد المغتربين السوريين نحو 15 مليونا بينهم خمسة ملايين في البرازيل و1.5 مليون في الارجنتين، علماً أن عدد سكان سورية يبلغ نحو 18 مليونا. وجرى تمثيل المغتربين عبر القناصل الفخريين ورؤوساء الروابط والسفراء السوريين في دول الاغتراب. وكانت شعبان جالت منذ تسلمها حقيبة المغتربين في ايلول سبتمبر العام الماضي على الجاليات السورية في اميركا اللاتينية وأوروبا تمهيداً لهذا المؤتمر الذي سيؤدي الى انتخاب مجلس عام لهم، على ان تكون الخطوة التالية عقد مؤتمر للسياسيين الأجانب من اصول سورية. وفيما قالت شعبان ان المناقشات ستتناول تأسيس"آلية لتحسين صورة سورية في الخارج"، لأنها لاحظت ان سورية التي تقرأ عنها الصحافة الأجنبية"غير سورية التي اعرفها"، عقدت ندوة لتقديم اقتراحات لتلك الآلية. لكن اللافت مدى الاهتمام الذي اثارته ندوة عن هموم المغتربين خصوصاً لدى طرح شخصية عسكرية وجود مشروع قانون جديد يتناول موضوع خدمة العلم يفتح الباب أمام الخدمة المدنية وقبول الخدمة التي يؤديها مغتربون سوريون في دول يحملون جنسيتها بدلاً من تأديتهم الخدمة الالزامية في سورية. وكان الاسد حض في خطاب الافتتاح المشاركين على تقديم اقتراحا ل"تجاوز المعوقات والبيروقراطية والعقبات الفنية التي تعترض تطوير اداء المؤسسات". وقال:"كما ترون فإن حجم ما يجب علينا تنفيذه كبير وأعباؤه ثقيلة وتكاليفه باهظة خصوصاً اننا نحرص على انجازه في اطار استقلالنا الوطني وتدعيم جبهتنا الداخلية وسعينا لتحسين الواقع المعاشي وتوفير شروط العدالة الاجتماعية التي تشكل اساس استقرارنا الاجتماعي والسياسي. هذا يعني ان عملية الاصلاح هذه لا تتم من دون صعوبات وعقبات منها ما هو ذاتي يرتبط بالذهنية الموجودة التي تحكم اداءنا وسلوكنا الاجتماعي وصعوبة التكيف مع الوقائع الجديدة وافتقاد الخبرات المؤهلة واللازمة للتطوير في بعض المجالات واستيعاب حركة التطورات".