ابدت وزارة الخارجية الفرنسية مجدداً امس حذرها حيال المساعي غير الرسمية المبذولة من اجل اطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق كريستيان شينو وجورج مالبرونو، فيما انتقدت وزارة الدفاع هذه المساعي واعتبرت انها تثير الارتباك. وقالت الناطقة المساعدة باسم وزارة الخارجية سيسيل بوزو دي بورغو "اننا بالطبع لا نهمل اي قناة" في محاولة الافراج عن الصحافيين "ولا نهمل اي معلومات، بل نقوم بكل ما هو ممكن للتحقق منها". وأضافت ان "فرنسا ماضية في متابعة واقامة كل الاتصالات المجدية ونعمل على جمع كل المعلومات المتوافرة"، رافضة الكشف عن اي تفاصيل. ويعقب هذا الموقف الانباء التي اشارات الى مساع يقوم بها وسطاء فرنسيون غير رسميين، من المقربين من النائب الفرنسي ديدييه جوليا من حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية - الحاكم في كل من بغداد وعمان ودمشق. وكان احد هؤلاء الوسطاء صرح بان شينو ومالبرونو باتا في أياد آمنة وان اطلاقهما رهن بإقناع القوات الاميركية في العراق بتأمين ممر يمكن سلوكه على غرار ما فعلوه من اجل الرهينتين الايطاليتين السابقتين. لكن وزارة الدفاع الفرنسية انتقدت على لسان الناطق باسمها جان فرنسوا بيدو هذه المساعي وقالت انها "تثير الارتباك اكثر مما تحمل على اليقين". واضاف انه ينبغي الوقوف على الطبيعة الفعلية لهذه الوساطة غير الرسمية التي يقوم بها اعوان جوليا "ولدينا تساؤلات جدية في هذا الشأن" وكان جوليا الذي غادر باريس امس متوجهاً الى دمشق صرح بانه يعمل للافراج عن الصحافيين "خدمة لبلادي" وان معاونيه موجودون على الارض "في غياب اي من ممثلي الديبلوماسية الفرنسية". يذكر ان جوليا كان زار العراق في شباط فبراير 2003 قبل بداية الحرب في آذار مارس من العام نفسه، واعتبرت السلطات الفرنسية هذه الزيارة "غير مناسبة". الى ذلك، ولمناسبة "الليلة البيضاء" التي تنظم للسنة الثالثة على التوالي في باريس، دعت بلدية العاصمة الفرنسية ومنظمة "صحافيون بلا حدود" الفرنسيين الى التعبير عن تضامنهم مع شينو ومالبرونو وسائقهما محمد الجندي، باضاءة شموع على شرفات منازلهم ليلة غد السبت. ومعروف ان الباريسيين يسهرون في "الليلة البيضاء" التي اطلقها رئيس بلدية باريس برتران ديلانويه، طوال الليل ويتنقلون في انحاء العاصمة لمتابعة سلسلة من الحفلات الموسيقية والنشاطات الفنية.