التقى ضباط من المخابرات الفرنسية مع الصحافيين الفرنسيين أمس الخميس بعد اطلاق سراحهما عقب محنة احتجازهما رهائن لمدة أربعة أشهر في العراق فيما تفجرت عاصفة سياسية بشأن محاولة فاشلة من جانب وسطاء مستقلين للافراج عن الرجلين. وأمضى الاثنان الليلة قبل الماضية في مكان آمن يديره جهاز المخابرات الخارجية الفرنسي الذي يريد اكتشاف كل المعلومات الممكنة بشأن محتجزي الرهائن. ويتوقع ان يسمح لمالبرونو (41 عاما) الصحفي بجريدة لو فيجارو وشيزنو (37 عاما) الذي يعمل في راديو «فرانس انترناسيونال» بقضاء ذكرى الميلاد مع الاسرة والاصدقاء. ورغم انهما فقدا بعض الوزن الا انهما يبدوان في صحة جيدة وقالا انهما لم يتعرضا لمعاملة سيئة. وبعد وصولهما بفترة قصيرة في فرنسا فجر مالبرونو خلافا بشأن محاولة فاشلة في سبتمبر ايلول من جانب وسطاء مستقلين لتأمين اطلاق سراح الصحافيين مما أدى الى هجوم شديد على الذين كانوا وراء المحاولة. وقال «لقد غضبت من سلوكهم ... كان الامر عبثا بأرواح مواطنيهم وهو امر لا يستحق غير الازدراء.» ويواجه ديدييه جوليا وهو نائب في قلب العاصفة الطرد من حزب شيراك الحاكم لدوره في هذا الشأن. وكان رسوله في الوساطة فيليب بريت وهو رجل اعمال غير مشهور له تاريخ في الصفقات السياسية في فرنسا والعراق. وقال ميشيل بارنييه وزير الخارجية في قناة تلفزيون إل. سي. آي. «لعبوا بأرواح شخصين ... عطلوا جهودنا وتسببوا في انهيار المفاوضات التي كادت تنجح يومي 28 و29 سبتمبر.» وأضاف بارنييه «قلت ان الوقت سيأتي عندما يتعين ان نوجه أسئلة ونحصل على اجابات.» وقال بارنييه الذي اصطحب شيزنو ومالبرونو في طريق العودة الى باريس على متن طائرة حكومية ان الصحفيين نفيا انهما شاهدا بريت يوم 28 سبتمبر ايلول مثلما قال علانية. وقال جوليا ان الصحفيين كانا على وشك اطلاق سراحهما عندما تعرضت مجموعة من العراقيين تنقلهم لقصف من القوات الامريكية. ونفى الجيش الامريكي علمه بمثل هذا الحادث. وقال جوليا في مقابلة مع «راديو آر تي إل» أمس الخميس انه تصرف بحسن نية ودعا الى اجراء تحقيق مستقل سيسلم اليه كل الوثائق التي في حوزته. واضاف «فقط لاننا لدينا وزير ليس له أي فائدة يريد التغطية على عجزه من خلال جعلي كبش فداء فانني لن افقد الثقة في تفويضي (كنائب في البرلمان) أو فيما افعله.» وقال المتحدث باسم الحكومة جان فرانسوا كوبيه ان جوليا تصرف بطريقة غير مسؤولة بينما قال رئيس كتلة حزب شيراك في البرلمان ان جوليا يواجه العقاب واحتمال الطرد. وغطى الشجار على مشاعر الغبطة التي سادت في اعقاب الافراج المفاجيء عن الاثنين بعد ان أمضيا 124 يوما رهن الاختطاف وان كانت المعارضة التي يتزعمها الاشتراكيون حذرت من انها ستحاسب الحكومة على اسلوبها في معالجة الازمة. وقالت «لو فيجارو» في مقال افتتاحي ان فشل جوليا وبريت أظهر ان الدبلوماسية السرية أكثر فاعلية من الجهود العلنية. وقالت «من اجل صورة بلدنا وبدافع الاحترام لحياة البشر سيكون امرا طيبا في المستقبل اذا امتنع النواب المنتخبون عن القيام بمثل هذه الاعمال من تلقاء انفسهم.» وافرج عن موظفتي اغاثة ايطاليتين في سبتمبر ايلول بعد سداد نحو مليون دولار فدية حسبما ذكر برلمانيون ايطاليون. لكن الحكومة الفرنسية قالت انها لم تدفع فدية للافراج عن شيزنو ومالبرونو.