ما زال الغموض يلف مصير الصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو اللذين بدآ امس شهرهما الثالث في الاسر لدى الجيش الاسلامي في العراق، فيما تتوخى فرنسا الحذر والتكتم في موقفها وتصريحاتها الرسمية.وبذلت السلطات الفرنسية جهودا في كل الاتجاهات منذ ان خطف الصحفيان في 20 اب/اغسطس على الطريق بين بغداد والنجف ولم توفر الجهود من اجل الصحافيين الفرنسيين، من رسائل بثتها القنوات التلفزيونية العربية الفضائية التي تلجأ اليها الحركات المسلحة العراقية عادة لبث بيانات واشرطة، وتصريحات رسمية لمسؤولين سياسيين فرنسيين وغير فرنسيين ونداءات صادرة عن رجال دين عراقيين وعرب واصدار فتاوى من اجل الافراج عنهما. غير ان كل هذه المساعي باءت بالفشل وظل مصير الصحفيين المخطوفين غامضا بالرغم من اعلان "وسيط" فرنسي مستقل هو النائب ديدييه جوليا بشكل متسرع في نهاية ايلول/سبتمبر في دمشق عن الافراج عنهما بشكل وشيك. وازداد الغموض مع تكاثر المفاوضات مع وسطاء عراقيين وجهود الوساطة الموازية، حتى ان الخاطفين من الجيش الاسلامي اكدوا في بيان انه ليس هناك اي وسيط مخول التفاوض او التحدث باسمهم. وبعد ان بث موقع اسلامي في التاسع من ايلول/سبتمبر بيانا يطالب بفدية قدرها خمسة ملايين دولار، سارع الخاطفون الى نفي اصدار البيان، مؤكدين انه بيان كاذب. وراجت شائعات حول حقائب من المال تم تسليمها لدفع خدمات الوسطاء. وسارعت فرنسا الى بذل جهود دبلوماسية فارسلت على الفور وزير خارجيتها ميشال بارنييه الى مصر والاردن وقطر متجنبة العراق وسوريا، غير ان هذه المساعي ادت الى فتور في علاقاتها مع حكومة بغداد ومع الجيش الامريكي.