بدأت اجهزة المخابرات الفرنسية تستجوب جورج مالبرونو وكريستيان شونو الصحافيين الفرنسيين اللذين افرج عنهما يوم الثلاثاء الماضي من قبل تنظيم «الجيش الاسلامي في العراق». وقد حرص الرئيس الفرنسي جاك شيراك عند استقبال الصحافيين بعد عودتهما الى البلاد على مطالبة الاجهزة الامنية الفرنسية بالعمل على الاسراع في عملية التحقيق معهما والسعي الى السماح لهما خلال فترة الاستجواب برؤية افراد اسرتيهما قبل تمكينهما من الاحتفال بعيد الميلاد مع ذويهما. واذا كانت وزيرة الدفاع الفرنسية قد اكدت الخميس ان اجهزة المخابرات الفرنسية الخارجية هي التي اشرفت بمفردها على مختلف المفاوضات التي ادت الى الافراج عن الصحافيين الفرنسيين فإن هذين الاخيرين انتقدا بشدة بعيد عودتهما الى فرنسا الطريقة التي أدارت بعض اجهزة السلطات الفرنسية من خلالها ملف الازمة. وتركزت الانتقادات بشكل خاص على المبادرة التي قام بها ديدييه جوليا النائب البرلماني المنتمي الى حزب الاغلبية الحاكم أي حزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية». فقد قال جورج مالبرونو أحد الصحافيين الفرنسيين اللذين كانا محتجزين في العراق منذ يوم العشرين من شهر اغسطس الماضي ان هذه المبادرة «لا تستحق إلا الاحتقار لأنها كانت تهدف الى تعريض حياة مواطنين فرنسيين الى مخاطر الموت». ونفى الصحافيان الفرنسيان ان يكونا قد تقابلا مع جوليا او مع الاشخاص الذين قال انهم دخلوا معه في شهر سبتمبر الماضي في مفاوضات مع المحتجزين لاطلاق سراح الرهينين الفرنسيين. والملاحظ أن هذا النائب كان قد ذكر ايضاً انه تلقى دعماً من قبل السلطات الرسمية الفرنسية ولا سيما من وزارة الخارجية الفرنسية التي ساعدته على الحصول على تأشيرة دخول الى الاراضي السورية. وقال ايضاً بعد فشل مسعاه انه كاد أن ينجح في نقل الصحافيين الفرنسيين من العراق الى سوريا بيد ان القوات الأمريكية اعترضت موكب السيارات الذي كان فيه الصحافيان المفرج عنهما وحالت دون دخوله الى الاراضي السورية. وقد طالبت اصوات كثيرة من احزاب المعارضة ومن الحزب الحاكم نفسه بالعمل على الكشف بسرعة عن ملابسات ادارة ازمة احتجاز الصحافيين الفرنسيين في العراق واتخاذ عقوبات صارمة ضد الاشخاص الذين ارتكبوا اخطاء حتى وان كانوا من المقربين الى السلطة او من داخلها. وثمة اليوم قناعة لدى المحللين السياسيين بأن الحزب الحاكم سيشهد تصدعاً داخلياً اذا ثبت فعلاً ان شخصيات مقربة من السلطة او من داخلها قد اسهمت بشكل مباشر او غير مباشر في تعريض حياة الصحافيين الفرنسيين الى الخطر. من ناحيتها ذكرت تقارير إعلامية امس الجمعة أن مقاوما كان يقوم بحراسة رهينتين فرنسيين قال لهما إن جماعته كانت تساند الرئيس الامريكي جورج بوش في الانتخابات الرئاسية التي جرت في (نوفمبر) تشرين الثاني الماضي لان سياساته تساعد في تنامي التطرف. وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية نقلا عن جورج مالبرونو (41 عاما) قوله انه في وقت بين 26 أيلول (سبتمبر) و15 من تشرين الاول (اكتوبر) سأل حارسه إذا كان يفضل فوز بوش أم المرشح الديموقراطي جون كيري في الانتخابات الرئاسية. فقال له حارسه «نحن نريد بوش .. نريده لأنه في ظل وجوده سيبقي الجنود الامريكيون في العراق وبذلك سنتمكن نحن من (النمو ) والتوسع». وقال مالبرونو إن أحد خاطفيه قال له إن هجوم الامريكيين على نظام طالبان في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 من أيلول (سبتمبر) عام 2001 على الولاياتالمتحدة مكن التطرف المتشدد من «الانتشار في أرجاء العالم».