يتوجه الجورجيون اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لبلادهم خلفاً لادوارد شيفاردنادزه واملاً في فتح صفحة جديدة بعد ازمة عاصفة اسفرت عن اطاحة الرئيس السابق في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتشير كل التوقعات الى فوز مؤكد لميخائيل ساكاشفيلي 36 عاماً المهندس الرئيسي لحركة الاحتجاجات الشعبية والمرشح الوحيد للمعارضة الاصلاحية التي تتولى السلطة في شكل موقت، مما سيضفي الشرعية على "الثورة المخملية" التي أطاحت بشيفاردنادزه. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الجورجية انهاء الاستعدادات لفتح صناديق الاقتراع. وذكرت ان نحو 1.8 مليون ناخب سجلوا رسمياً. وبحسب الدستور الجورجي فإن الانتخابات تكون قائمة في حال مشاركة غالبية بسيطة النصف " واحد. علماً ان عدد الناخبين الذين سجلوا خلال الانتخابات البرلمانية السابقة زاد على ثلاثة ملايين نسمة، وهو ما دفع معارضين حينذاك الى اتهام السلطات بوضع قوائم وهمية لضمان فوز حزب السلطة. واعتبر ناطق باسم لجنة الانتخابات ان "القوائم الحالية واقعية" لكن مراقبين شككوا في التحضيرات الجارية. وأشاروا الى "حال من الفوضى" رافقت عملية اعداد القوائم. وفي هذا الاطار أشار معارض جورجي الى ان قوائم الناخبين من الجالية الجورجية المقيمة في العاصمة الروسية لم تزد على ثلاثة آلاف شخص في حين يصل عدد ابناء الجالية الى اكثر من مئتي ألف نسمة. وتجرى عملية الاقتراع في ظل مراقبة دولية واسعة. وأعلن في تبليسي ان نحو 700 مراقب دولي وصلوا الى جورجيا للاشراف على سير الانتخابات وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية خصوصاً بعدما اعلنت غالبية الاحزاب الجورجية مقاطعة عملية التصويت. وكانت المعارضة الجورجية انقسمت على نفسها بعد الاطاحة بالرئيس شيفاردنادزه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. واعتبر ايغور غيورغادزه احد أبرز المعارضين ان الانتخابات الرئاسية فقدت اهميتها بعد ان غدا الهدف الأساسي من ورائها اضفاء الشرعية على وصول ساكاشفيلي الى السلطة. وتشير التوقعات الى فوز أكيد للأخير الذي لعب دوراً أساسياً في قيادة عمليات الاحتجاج الواسعة التي اجبرت شيفاردنادزه على التنحي بعد توجيه اتهامات له بتزوير الانتخابات البرلمانية لضمان سيطرة انصاره على الهيئة الاشتراعية. وزاد من توتر الأوضاع اعلان ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية وهما جمهوريتان تسعيان الى الانفصال عن جورجيا، مقاطعة الانتخابات الحالية. واعتبر رئيس وزراء ابخازيا راؤول حاجيمبا ان بلاده "ليست معنية بما يجري في الدولة المجاورة". وقال ان "العلاقات بين جورجيا وأبخازيا ينبغي ان تقوم على أساس مبادئ حسن الجوار بين دولتين مستقلتين". وأعرب عن أمله في أن تحافظ القيادة الجورجية الجديدة على الاتفاقات الموقعة في شأن ضرورة حل مشكلة ابخازيا سلمياً. وكانت المخاوف تزايدت من احتمال قيام مواجهة عسكرية خصوصاً بعد ان تعهد ساكاشفيلي خلال حملته ب"اعادة الجمهورية الانفصالية" الى جورجيا. وأعلن ان هذه الانتخابات ستكون "الأخيرة التي تجرى من دون مشاركة ابخازيا وأوسيتيا الشمالية". واللافت ان ساكاشفيلي الذي يعد من أشد الموالين للولايات المتحدة بدا واثقاً من فوزه وتحدث قبل نحو 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع عن خططه لاعادة بناء هياكل السلطة في جورجيا. وفي موسكو ذكر مراقبون ان روسيا تتابع عن كثب تطورات الموقف الجورجي، ويسعى الكرملين الى تطبيع علاقاته مع تبليسي بعد مرحلة من الفتور كاد يصل الى حد المواجهة العسكرية في السابق. وكان الرئيس فلاديمير بوتين استقبل قبل أيام القائمة بأعمال الرئاسة الجورجية نينو بوروجانادزه، وأعرب عن أمله في ان يتمكن الطرفان من حل المشكلات العالقة بينهما.