توجه الناخبون في أبخازيا أمس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لجمهوريتهم في أول انتخابات بعد إعلان استقلال الجمهورية عن جورجيا صيف العام الماضي. وترجح تقديرات فوز الرئيس الحالي سيرغي باغابش بولاية رئاسية جديدة على رغم احتدام المنافسة مع أربعة مرشحين آخرين. وحظيت الحملة الانتخابية وعمليات الاقتراع أمس، باهتمام كبير من جانب مراقبين في الفضاء السوفياتي السابق وخارجه، ليس فقط لكون الاستحقاق الانتخابي الحالي هو الأول الذي يجري بعد الانفصال النهائي لأبخازيا بدعم روسي مباشر، ولكن لأن الترجيحات تصب في مصلحة باغابش الذي يعتبر من أبرز المتشددين ضد جورجيا والداعين إلى تعزيز التقارب مع روسيا بخطى سريعة. كما تابع عمليات الاقتراع أمس 83 مراقباً دولياً. ولم تحظ جمهورية أبخازيا باعتراف باستقلالها إلا من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا. ورشح حزب «أبخازيا الموحدة» الجمهوري باغابش لولاية جديدة، وأعلن الأخير عزمه في حال فوزه على تسريع تنمية الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين وزيادة الأجور. وعلى صعيد السياسة الخارجية، لا يتوقع مراقبون أن يطرأ أي تعديل، إذ يتفق المرشحون الخمسة على ضرورة مواصلة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا. ورشح باغابش رئيس الوزراء السابق الكسندر انكفاب لمنصب نائب الرئيس، وهو من الموالين بقوة لباغابش والمؤيدين بحرارة لسياساته. وينص القانون الانتخابي الأبخازي على ضرورة حصول الفائز على 50 في المئة من أصوات المقترعين زائداً صوتاً واحداً. وكانت روسيا تدخلت عسكرياً في آب (أغسطس) 2008 بعدما تعرضت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لقصف جورجي قوي، ألحق خسائر في الإقليمين. وتمكن الجيش الروسي بعد توغله في عمق الأراضي الجورجية في إطار ما عرف باسم «حرب الأيام الخمسة»، من طرد الجورجيين من الإقليمين، وحافظ بعدها لأسابيع على سيطرة عسكرية مباشرة على مناطق جورجية حيوية، ثم انسحب من الأراضي الجورجية تحت ضغط دولي واسع. لكن موسكو أبقت على قواتها في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية واعترفت رسمياً باستقلالهما، ثم وقعت مع الجمهوريتين اتفاقات تعاون أمنية وعسكرية. ونقلت «فرانس برس» عن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أسفه «لسقوط أبخازيا تحت الاحتلال الكامل لروسيا»، وفق الناطقة باسمه مانانا مانغالادزه. وقال وزير الاندماج الجورجي تميور ياكوباشفيلي إن «هذه الانتخابات مهزلة. إنها غير قانونية».