} ترك إفراج إسرائيل عن الأسير اللبناني محمد علي بدير 27 عاماً الذي ينتمي الى المقاومة الإسلامية تساؤلات هل هو مرتبط بالمفاوضات الدائرة بين إسرائيل من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، عبر المبادرة الألمانية الهادفة الى مبادلة الجنود الإسرائيليين الثلاثة الأسرى لدى الحزب إضافة الى ضابط "الموساد" الذي كان ناشطون فيه استدرجوه الى بيروت، بالأسرى اللبنانيين وبعض الأسرى العرب الآخرين المحتجزين في السجون الإسرائيلية؟ وغلبت على الأجوبة في شأن هذه التساؤلات، اقتناعات بأن الإفراج عن بدير هو نتاج للمفاوضات الدائرة بل هو أحد مظاهر توصلها الى تقدم. تتكتم قيادة "حزب الله" جرياً على عادتها على إفشاء أي معلومة أو انطباع، عما وصلت إليه مفاوضات مبادلة الأسرى الإسرائيليين لديها، بالأسرى اللبنانيين والعرب، تاركة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قول ما يفترض قوله، كما فعل أول من امس في كلمته في "مؤتمر القدس". إذ أعلن ان عملية المبادلة قد تتم قبل الانتخابات الإسرائيلية. وإذ أضاف نصر الله الأسرى الإيرانيين الديبلوماسيين الذين اختفوا العام 1982 الى اللبنانيين والعرب، فقد كان لافتاً قوله: إذا رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك "مطالبنا المحقة... علينا ان نعمل لأسر المزيد من جنودك وضباطك". واعتبرت أوساط تتسقط اجواء مفاوضات التبادل ان كلام نصر الله هذا موجه الى الداخل الإسرائيلي. ويخاطب الرأي العام فيه قبيل الانتخابات. فإذا كان باراك نفسه يسعى الى الإفادة من عملية التبادل من أجل تحسين اوضاعه الانتخابية، فإن من حق "حزب الله" ايضاً أن يسعى الى الإفادة من الانتخابات لتحقيق شروطه في مفاوضات التبادل. وتكاد هذه الأوساط تجزم أن الإفراج عن الأسير بدير ليس بعيداً من المفاوضات الجارية، بل هو في صلبها، في موازاة صمت قيادة "حزب الله" حين تسأل عن مدى صحة هذا التوقع. وتؤكد هذه الأوساط أن المبادرة الألمانية التي رضي "حزب الله" والجانب الإسرائيلي دورها في نقل الرسائل والاقتراحات، حققت تقدماً، وشهدت تحريكاً للمسألة في الأيام الأخيرة، وما الذي أعلنه نصر الله والإفراج عن بدير سوى دليل الى ذلك... لكن هذه الأوساط لا تستبعد ان تتعقد المفاوضات، مشيرة الى أن بعض مراحلها شهد عقبات تمت حلحلة جزء منها، بعدما كانت جمدت الاتصالات سابقاً. وإذا كان "حزب الله" اشترط ثمناً لمطلب اسرائيل الحصول على اطمئنان الى أوضاع جنودها الثلاثة والضابط الإسرائيلي، هو الإفراج عن بعض المعتقلين اللبنانيين لديها، فإن الأوساط المتتبعة للمفاوضات لا تعتقد أن الإفراج عن بدير هو هذا الثمن، وترى أن أي شريط فيديو، أو رسالة أو مقابلة يجريها اي طرف محايد مع الأسرى الثلاثة والضابط، للاطمئنان الى أوضاعهم، ثمنه اكبر من الإفراج عن أسير لبناني واحد. وتشير هذه الأوساط الى بعض المعطيات كالآتي: - إن إسرائيل كانت لمَّحت في السابق إلى أن الضابط الإسرائيلي لا تشمله المفاوضات وأن على "حزب الله" ان يسلمه بصفته رجل أعمال. وحين اعتبر "حزب الله" أنه يمكنه بذلك اجراء مبادلة مرتين الأولى بالجنود الثلاثة في مقابل كل الأسرى اللبنانيين وبعض العرب، ثم لاحقاً بمزيد من الأسرى العرب والفلسطينيين، عادت الاتصالات فجعلت الضابط الإسرائيلي من ضمن الصفقة الكاملة، خصوصاً بعدما أثبت "حزب الله" بالوثائق تورط هذا الضابط بعمل استخباراتي... وربما كانت هذه الوثائق ثمناً للإفراج عن بدير، من دون قدرة أي مصدر معلومات على تأكيد هذا الترجيح. - إن محاولة إسرائيل استبعاد الإفراج عن الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني، من المبادلة، حين أصرت على عدم تركهما إلا في مقابل الطيار الإسرائيلي المفقود منذ العام 1986، رون أراد، استبعدت كلياً. إذ أن موقف "حزب الله" كان حاسماً بأن ليس لديه أي جديد عن أراد، وليس وارداً بالنسبة إليه القبول بأن يكون عبيد والديراني خارج المبادلة، لأنهما أساسها. وعليه فإن الأوساط المتتبعة للمفاوضات لا تستبعد ان يشمل الاتفاق على تنفيذها على مراحل، يمكن ان يكون الإفراج عن بدير، إحداها، مرجحة أن يأتي ذلك ضمن صفقة كاملة متكاملة، تترجم خطوات عملية متلاحقة.