علق مجلس الاعيان الافغاني لويه جركه جلساته الهادفة الى وضع دستور للبلاد، في ظل خلافات بين انصار الرئيس الافغاني حميد كارزاي الساعين الى نظام رئاسي وتحالف الشمال الذي يطالب بنظام برلماني. وفي وقت علقت اعمال المجلس ليوم واحد امس، سعى وسطاء الى محاولة حل الخلافات التي استحكمت بعد نحو ثلاثة اسابيع من المفاوضات الصاخبة. ويفترض ان يستأنف المجلس اعماله اليوم السبت، بعدما قاطع نحو 200 من اصل 502 مندوب، التصويت على بنود من الدستور الجديد، على ان تجرى مفاوضات جديدة مع السلطات الافغانية وممثلي الاممالمتحدة. وشارك في المفاوضات الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي الذي دعا الحكومة الافغانية الى ابداء احترام اكبر للتوازن العرقي في البلاد وتشجيع الوحدة الوطنية. ويأمل انصار كارزاي في تحقيق انتصار على معارضيه الذين يحاولون الحد من سلطات الرئيس قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو الماضي. ويقود الدعوة الى نظام برلماني تحالف الشمال الممثل للطاجيك والذي ساعد الولاياتالمتحدة على اطاحة "طالبان" عام 2001. لكن واشنطن تمنح تأييداً قوياً لكارزاي وهو بشتوني معتدل ومؤيد للغرب، وينظر اليه على نطاق واسع باعتباره الزعيم الوحيد القادر على توحيد بلاده التي مزقتها الحرب. وتحدى الطاجيك ومعهم الاوزبك والهزارة الشيعة الدعوة الى النظام الرئاسي المقترحة في مسودة الدستور، كما طالبوا باعتراف رسمي بلغاتهم وبمزيد من السلطة للاقاليم التي يعيشون بها. ويحتاج كارزاي الى غالبية بسيطة لتمرير صيغة للدستور مناسبة له، لكن من شأن انسحاب ممثلي تحالف الشمال وانصارهم ان يلحق ضرراً بالغاً بشرعية عملية التصويت. وعبر ممثل الاتحاد الاوروبي الاسباني فرانشيسك فندريل عن قلقه من الاتجاه الذي سلكه اجتماع ال"لويه جركه". وقال للصحافيين "انني قلق لرؤية هذا الاستقطاب العرقي الذي لم يكن ضرورياً، ويمكنه، في حال استمراره، ان يترك ضررا كبيراً". واعرب عن امله في ان يكون "هذا الانفجار موقتاً جداً"، مضيفاً "انه امر على الجميع، لا سيما المسؤولين الافغان ان يتجنبوه". وتابع: "انني حزين جداً لهذه العملية. لا يستحق الشعب الافغاني هذا"، معتبراً ان "ليست هناك اي شفافية ولا اي ارادة للجميع".