تحولت اجتماعات مجلس الاعيان لويه جركه الأفغاني في كابول الهادفة الى اقرار دستور افغاني المقترح، مسرحاً لتصفية الخلافات التقليدية بين الافغان ومناسبة لظهور النعرات العرقية بينهم، فيما اضطر الرئيس حميد كارزاي الى نفي تدخله في اعمال المجلس، بعد تزايد الاتهامات الموجهة اليه بانه يسعى الى تثبيت نظامه مستغلاً عملية اقرار الدستور. وانقسم المختلفون على طبيعة النظام المستقبلي في أفغانستان، بين مؤيد لنظام رئاسي كما يطالب انصار كارزاي، وداعين الى نظام برلماني كما يطالب بذلك تحالف الشمال الطاجيكي الذي يخشى ان تتعزز صلاحيات الرئيس البشتوني على حساب مصالحه. وفي غضون ذلك، استغلت العضو في ال"لويه جركه" مالاي جويا الاجتماعات لشن هجوم لاذعاً على المجاهدين الأفغان الذين اتهمتهم بتدمير البلاد، ما أثار المشاركين الآخرين الاعضاء في احزاب اسلامية. وفي الوقت نفسه، خرج مئات الطلاب في تظاهرة في جلال آباد شرق، احتجاجاً على بحث المجلس في اعتماد لغة "الداري" الفارسية الاصل لغة رسمية في البلاد الى جانب البشتو التي ينطق بها سنة الجنوب. كما احتجوا على خطة لرفع رسوم التعليم العالي. كذلك رفض المتظاهرون احتمال اعتماد النظام الفيديرالي الذي يطالب به الأوزبك والشيعة، معتبرين ان ذلك "يضعف أفغانستان مستقبلاً". وتزامن ذلك مع مأخذ على كارزاي انه نجح في تعزيز مواقعه عبر انتخاب الرئيس الأفغاني السابق صبغة الله مجددي رئيساً لل"لويه جركه" باعتبار أن كارزاي كان مسؤولاً إعلامياً في حزب مجددي إبان فترة الجهاد الأفغاني. ويأتي ذلك بعدما شنت المعارضة الأفغانية المسلحة التي تضم حركة "طالبان" والحزب الإسلامي بجناحيه قلب الدين حكمتيار ويونس خالص هجوماً لاذعاً على المجلس الذي رأت فيه مهزلة تجرى تحت حراب الاحتلال الأجنبي. وقال الناطق باسم "جيش المسلمين" التابع للحركة عبدالله الشريف في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان عناصر المجلس "عملاء للاحتلال الأجنبي"، في حين قال الزعيم الإسلامي البشتوني يونس خالص في بيان تلقته "الحياة" ان عناصر ال"لويه جركه" تم شراؤهم من قبل الحكومة من أجل المصادقة على مشاريعها ودعا إلى رفض كل ما يسفر عنه الاجتماع ومواصلة العمليات العسكرية في أفغانستان، الامر الذي دعا إليه حكمتيار في بيان منفصل. صواريخ وهجمات على صعيد آخر، اعلن الجيش الاميركي امس، ان ثلاثة صواريخ اطلقت على المقر العام لقيادة قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغرام من دون ان تسفر عن اصابات. وقال الناطق العسكري الكولونيل برايان هيلفرتي ان الصواريخ اطلقت ليل الثلثاء -الاربعاء في منطقة قريبة من المدرج الرئيسي للقاعدة الجوية في بغرام. من جهة اخرى، اعلن هيلفرتي مقتل اثنين من المقاتلين المناهضين للتحالف واسر ثلاثة في جنوب شرقي البلاد، اثر اشتباكهم مع القوات الاميركية. واوضح ان المواجهة وقعت الاثنين قرب القاعدة الاميركية في شكين قرب الحدود الباكستانية، مكتفياً بالاشارة الى ان هؤلاء المقاتلين "لم يكونوا افغاناً".