رفضت الحكومة السودانية اتهامات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بالتراجع عن نقاط في ملف المناطق المهمشة الثلاث بعد الاتفاق عليها، ويناقش الطرفان غداً في نيروبي اعادة 442 الف لاجئ من دول الجوار و4 ملايين نازح الى مناطقهم. في غضون ذلك، اتهمت "حركة تحرير السودان" القوات الحكومية بحرق 186 قرية في شمال غرب دارفور. وأعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته عازمة على اقرار سلام عادل وشامل خلال فترة وجيزة، ورفض اتهامات "الحركة الشعبية" بكسب الوقت والتراجع عن اتفاق على نقاط عدة تتعلق بملف المناطق المهمشة. وقال للصحافيين امس ان حكومته لن تستجيب للاتهامات والاستفزازات حتى لا تعكر مناخ التفاوض وملتزمة التوصل الى اتفاق سلام في اقرب فرصة ممكنة. وكشف الناطق باسم الوفد الحكومي الى المحادثات سيد الخطيب عقب عودة الوفد بعد رفع الجولة التي استمرت 58 يوماً، ان الجانبين اتفقا على منح منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق حكماً ذاتياً واتفقا ايضاً على قضايا الارض والامن والشرطة والثروة لكن خلافات في اللحظات الاخيرة حالت دون توقيع اتفاق في شأنهما رفض كشف طبيعتها. وذكر ان "الحركة الشعبية" طالبت بضم مناطق حجيرات وجبل الداير ولقاوة الى جنوب كردفان، مؤكداً رفض حكومته لذلك باعتبارها غير تابعة للمنطقة، وقال ان الخلاف في شأن ابيي لا يزال مستمراً وسيبحث في الجولة الجديدة التي تنطلق في 17 شباط فبراير المقبل، وتوقع ان تستمر فترة طويلة لحسم القضايا العالقة واقرار اتفاق سلام نهائي. وسيعقد وفدان من الحكومة و"الحركة" لقاءات في نيروبي تبدأ غداً لدراسة اعادة 4 ملايين نازح و442 الف لاجئ من دول الجوار بعدما كانوا فروا من مناطقهم بسبب حرب الجنوب التي استمرت 21 عاماً، وسينفذ المشروع الشهر الجاري وحتى نهاية السنة بالتعاون مع الاممالمتحدة. إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية السوداني اريتريا مجدداً بدعم "متمردي دارفور" وعرقلة عودة المعارضين السودانيين الذين يقيمون على اراضيها، وقال ان عدداً من الدول رحّبت بلقاء النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه مع زعيم تنظيم التحالف الفيديرالي المعارض احمد ابراهيم دريج في نيروبي نهاية الاسبوع لوقف الحرب في دارفور. وفي الاطار ذاته، اتهمت "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب السودان، القوات الحكومية ب"حرق 186 قرية خلال اسبوع واحد فقط في شمال غرب دارفور، وذلك في اكبر حملة على القرى ومصادر المياه منذ بدء العمل المسلح في دارفور". واتهم القيادي في "حركة تحرير السودان" حسن ابراهيم مانديلا "القوات الحكومية بتسميم آبار مياه الشرب". واشار الى "لجوء 150 الفاً من المدينة خلال الاسابيع الماضية الى دولة تشاد بسبب المعارك الضارية.