أفادت مصادر ديبلوماسية ان الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان "اتخذ في قرارة نفسه قرار ايفاد فريق تقني" الى العراق لاستطلاع امكان اجراء الانتخابات قبل موعد نقل السلطة الى حكومة موقتة في 30 حزيران يونيو المقبل. وأشارت إلى ان البدائل عن اجراء الانتخابات "رهن تقويم الفريق الأمني" الذي وصل الى العراق في الاسبوع الماضي. واستبعدت المصادر ان يترأس السفير الأخضر الابراهيمي هذا الفريق وتوقعت ان يبقى "تقنياً بحيث يضم الخبراء في الانتخابات". ومن المقرر ان يجري انان في باريس اليوم محادثات، خلال غداء عمل مع الرئيس جاك شيراك، تتناول الدور الذي يمكن للمنظمة الدولية ان تقوم به في العراق. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسوس ان انان سيبحث في "الدور الذي يمكن للأمم المتحدة ان تلعبه للمساعدة في عملية الانتقال السياسي في البلاد". وذكر أن "مشاورات في هذا الشأن جرت في الأيام الأخيرة بين الامانة العامة للأمم المتحدة والتحالف ومجلس الحكم الانتقالي العراقي". وقالت مصادر عراقية ل"الحياة" في دافوس ان الاهتمام يتجدد بالفكرة القديمة الداعية الى توسيع مجلس الحكم وتمديد صلاحياته حتى نهاية السنة، مع تحديد موعد اجراء انتخابات عامة في نهاية السنة. وأعربت عن الاعتقاد بأن هناك توجها لدى واشنطن لتبني هذه الفكرة، لكن إقرارها رهن بترحيب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. وأضافت انه في حال الاتفاق عليها، سيطرح مشروع قرار في مجلس الأمن لتبنيه واعطاء مجلس الحكم صلاحية تسلم السلطة الانتقالية في الموعد المحدد في اتفاق 15 تشرين الثاني نوفمبر. وحسب مصادر اميركية وبريطانية وعراقية، هناك تمسك مستمر بالجدول الزمني و"بالمواعيد الحاسمة"، انما هناك استعداد للاخذ والعطاء في الافكار المتبادلة لصيغة حل وسط. وقال مصدر اميركي "اننا منفتحون على أي شيء، مادام هناك تمسك بالمواعيد". ولفت المصدر الى تقويم في الادارة الاميركية بأن السيستاني "لا يلعب لغايات سياسية ضيقة"، وانما هو في رأي بعضهم "على حق" في كثير من طروحاته. وقال المصدر "ندرك ان هناك حاجة لليونة من الطرفين"، وان التفكير منصب الآن على تغييرات جذرية في فكرة "التجمعات" بحيث تصبح انتخابات غير مباشرة بدلاً من هيئة تعيين. وأشار المصدر الاميركي الى ان الأممالمتحدة بدورها "جادة، ومساعدة جداً" في الأمر، إذ شهدت اجتماعات الخبراء طرح الأسئلة الدقيقة واستطلاع الآراء في اقتراحات عملية. وقال ان واشنطن تريد حقاً الانتظار حتى انتهاء الفريق التقني من تقويمه على الساحة العراقية "ولا نريد القفز فوقه". وترك المصدر الباب مفتوحاً على فكرة توسيع مجلس الحكم، لكنه شدد على أولوية المواعيد وضرورة موافقة الأطراف العراقية على أي فكرة. من جهة أخرى، اعتبر وزير الداخلية العراقي نوري بدران أنه "لم يتم اعداد الوضع الامني بطريقة تكفي لاجراء انتخابات مباشرة"، معرباً عن أمله في "تأجيل هذه المسألة فترة قصيرة". محاولة اغتيال بريمر في هذا الوقت تحدثت انباء، في بغداد، لم تؤكدها مصادر اميركية عن نجاة الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر من محاولة اغتيال استهدفته صباح أمس في حي العامل أثناء توجهه إلى مطار بغداد الدولي، ضمن موكب من ثلاث سيارات مصفحة. وكان بريمر في سيارة جيب "هامر" مصفحة تتقدمها سيارة حراسة "جي ام سي" وتسير خلفها سيارة من الطراز نفسه. وقام قناص بإطلاق الرصاص على الإطار الأيمن الأمامي للسيارة الثالثة من الموكب، معتقداً بأن بريمر فيها، ما أدى إلى انفجاره وانقلاب السيارة المسرعة بركابها الثلاثة الذين نقلوا إلى المستشفى في حال خطرة. وعلمت "الحياة" ان الجرحى الثلاثة من وحدة جنود "الغوركا" النيباليين ممن سبق لهم ان خدموا في الجيش البريطاني في قوة الوحدات الخاصة، وهم يقومون بتأمين الحماية لبريمر وللقصر الجمهوري حيث يعمل. وكان بريمر تعرض مطلع الشهر الماضي لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة أوقعت جرحى في موكبه، من دون ان تصيبه شخصياً. وعلى الصعيد نفسه، قتل أربعة رجال شرطة عراقيين في الرمادي امس، بعدما اطلق مجهولون النار على مركز للشرطة، واسفر انفجار عبوة ناسفة جنوببغداد عن مقتل مدنيين عراقيين واصابة اثنين آخرين بجروح خطرة، كما أدى انفجار سيارة مفخخة الى مقتل ثمانية عراقيين في بغداد.