قالت مصادر ديبلوماسية عربية ل"الحياة" ان عماد مصطفى سيقدم الى الرئيس الاميركي جورج بوش اوراق اعتماده سفيراً لسورية في واشنطن في نهاية شباط فبراير المقبل، بعدما وافقت الخارجية الاميركية رسمياً على الاقتراح السوري. وكان مصطفى يشغل منصب قائم بالاعمال في السفارة السورية في واشنطن، وكان عميداً لكلية المعلوماتية في جامعة دمشق وعضواً في "الجمعية السورية للمعلوماتية" التي كان يرأسها بشار الاسد قبل انتخابه رئيساً في منتصف العام 2000 . وتزامن ذلك مع قيام مدير "معهد بيكر للسياسات العامة" في جامعة رايس الاميركية السفير السابق ادوارد دجيرجيان باتصالات مع سورية لترتيبات جلسة ثالثة من "الحوار السوري-الاميركي" بين نهاية شباط وبداية آذار المقبل، بمشاركة مسؤولين وديبلوماسيين ورجال اعمال. وكانت السفيرة الاميركية في دمشق مارغريت سكوبي ابلغت وزارة الخارجية السورية الثلثاء الماضي موافقة حكومتها على اقتراح تعيين عماد مصطفى سفيراً في العاصمة الاميركية بعد ترقيته من قائم بالأعمال. وجاء تعيين مصطفى سفيراً بعد بضعة اشهر على فراغ هذا المنصب اثر عودة الدكتور رستم الزعبي، علماً بأن الرئيس بشار الاسد تقبل اوراق اعتماد السفيرة سكوبي في 11 الشهر الجاري. وصرح مصطفى الى "الحياة" بأن "هناك تيارين في ادارة بوش وهما: تيار لا يزال يؤمن بأن هناك أقنية للحوار يجب عدم اغلاقها. وتيار كان يضغط لمنع تعيين سفير"، موضحاً ان "موافقة الادارة الاميركية على تعيين سفير دليل على ان الرأي السائد هو إبقاء أقنية الحوار" بعد اقرار "قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان" الذي يقترح عقوبات اقتصادية وسياسية بينها خفض التمثيل الديبلوماسي. ومن المقرر ان يعود مصطفى قريباًَ الى دمشق لاداء اليمين الدستورية امام الرئيس الاسد واخذ توجيهاته في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع. واشار مصطفى الى ان مسؤولين في ادارة بوش "فوجئوا واحرجوا بمبادرة الرئيس الاسد استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية من حيث توقفت، لانهم لم يكونوا يتوقعون مبادرة سورية بهذا الزخم العالي"، فيما لاحظت مصادر ديبلوماسية ان مصطفى "شن في الايام الاخيرة حملة من الديبلوماسية العامة في محطات التلفزة ومراكز الابحاث والندوات الصحافية لشرح جوهر المبادرة السورية، لقناعته بأن الاستمرارية ضرورية لايصال الموقف السوري الى الاميركيين". ومن المقرر ان يراجع الرئيس بوش في ايار المقبل مضمون "قانون المحاسبة" مع الكونغرس. ويعتقد محللون سوريون بأن "العامل الاساسي سيكون الحملة الانتخابية: هل بوش في صدد التصعيد ام التهدئة مع سورية؟".