أكدت مصادر ديبلوماسية اميركية ل «الحياة» في دمشق امس ان ادارة الرئيس باراك اوباما بعثت رسمياً الى الحكومة السورية اسم السفير الجديد المرشح لشغل هذا المنصب الشاغر منذ نحو خمس سنوات، مشيرة الى ان القرار الاميركي «اعتراف بالدور المهم الذي تلعبه سورية في منطقة» الشرق الاوسط. وتأتي هذا الخطوة بعد ايام على لقاء الرئيس بشار الاسد في دمشق المبعوث الاميركي لعملية السلام السناتور جورج ميتشل، حيث اعلن ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وآفاق السلام والأوضاع في المنطقة، اذ اطلع الرئيس الاسد من ميتشل على الجهود الأميركية لتحريك عملية السلام، وأكد ميتشل سعي بلاده الى تحريكها على المسارات كافة». وكانت وسائل اعلام عربية نقلت عن مصادر اميركية في واشنطن ان اوباما قرر تعيين روبرت ستيفن فورد الذي يعمل حالياً نائب السفير الاميركي في بغداد كريستوفر هيل، سفيراً للولايات المتحدة في سورية. وأكدت السفارة الاميركية في دمشق ان واشنطن بعثت اسم السفير الى وزارة الخارجية السورية، لكنها رفضت تأكيد اسمه والخوض في الاسماء «لاننا لا نعلن تفاصيل المراسلات الديبلوماسية بين الجانبين». وبحسب الاصول الديبلوماسية والاعراف الاميركية، تنتظر وزارة الخارجية الاميركية قرار دمشق من الاستمزاج الديبلوماسي قبل اعلان البيت الابيض رسميا اسم السفير وطرحه على الكونغرس لاقراره قرار اوباما التنفيذي. واشارت المصادر الديبلوماسية الاميركية امس الى ان اوباما اتخذ قبل اشهر «قراراً باعادة السفير الى سورية كدليل ملموس على رغبة الادارة الاميركية استخدام جميع الادوات بما فيها الحوار، لمناقشة قضايا قلقنا» المشترك. وزادت ان قرار الرئيس الاميركي اعادة السفير بعد قرار الرئيس السابق جورج بوش سحب مارغريت سكوبي في شباط (فبراير) عام 2005 «يعكس اعتراف الادارة (الحالية) بالدور المهم الذي تلعبه سورية في المنطقة» مع الامل في ان يسهم الحوار السوري - الاميركي في «تحقيق الاستقرار والسلام» في الشرق الاوسط. وكان ميتشل قال بعد لقائه الاسد الاسبوع الماضي ان ادارة اوباما ملتزمة تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وان لسورية «دوراً مهماً تقوم به في هذه الجهود مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي»، مشيراً الى انه «يتطلع الى البناء على العلاقات الايجابية القائمة للوصول الى تقدم ملموس بالنسبة الى السلام والعلاقات» بين دمشقواشنطن، مع «التطلع الى العودة في المستقبل القريب» الى دمشق. ويتردد احتمال قيام السناتور الاميركي بزيارة لدمشق في الاسابيع المقبلة، ستكون الرابعة منذ تسلمه هذا المنصب، اضافة الى احتمال قدوم مساعد وزيرة الخارجية الاميركي للشؤون السياسية وليام بيرنز الى سورية الشهر المقبل.