أجرى زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق محادثات في لندن أمس، مع عدد من المسؤولين البريطانيين ضمن جولة بدأها من أسمرا وتقوده الى الولاياتالمتحدة يؤكد خلالها أن حركته "ستتفاعل مع الجهود الدولية لحل المشكلة السودانية بايجابية كاملة". ويلتقي قرنق في لندن اليوم وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت والمبعوث البريطاني الخاص الى السودان ألان غولتي وكبير اساقفة كانتربري جورج كيري. وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان الذي يرافق قرنق ل "الحياة" أمس ان "الرسالة التي حملها قرنق في جولته هي تأكيد أن التجمع الوطني الديموقراطي يظل البديل للحكم السوداني وأن كل الصيغ الاخرى المتاحة لا تعطي مؤشرات على خيار أفضل منه". وأوضح أن زعيم "الجيش الشعبي" يؤكد خلال اللقاءات أن "الحركة الشعبية ستظل مع حل سلمي عادل وشامل، وأنها ستتفاعل مع الجهود الدولية بايجابية كاملة وترحب بها". ويرافق قرنق الدكتور رياك مشار مساعد الرئيس السوداني السابق الذي انشق عن الحكومة وعاد الى "الحركة الشعبية". والتقى قرنق في اسمرا الرئيس الاريتري اساياس أفورقي الخميس ثم التقى مسؤولين مصريين لدى توقفه في القاهرة الجمعة واكد لهم "أهمية الدور المصري في اطار تكامل الادوار بين دول الجوار والمبادرات". وخاطب السبت لقاء ضم جمعاً من السودانيين في العاصمة البريطانية. وينتقل قرنق الاربعاء الى النروج تلبية لدعوة من وزيرة الدولة هيلدا جونسون ثم يزور لوكسمبرغ للقاء مسؤولين في البرلمان الاوروبي ثم يبدأ زيارة الى الولاياتالمتحدة. وعقد قرنق في لندن لقاءات مع سياسيين سودانيين ابرزهم رئيس القطاع السياسي في حزب الامة مبارك الفاضل المهدي هو الاول منذ القطيعة بين الجانبين في العام 1999، واتفقا على "استئناف العلاقات بين الحركة وحزب الامة والبناء على رصيدها الايجابي". وكان مقررا أن يلتقي مساء أمس المسؤول الاعلامي في "المؤتمر الوطني الشعبي" المحبوب عبدالسلام في اول لقاء مباشر مع مسؤول في الحزب الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، كما يعقد لقاء مصالحة مع القيادي الجنوبي البارز بونا ملوال بعد "اكتمال اجراءات المصالحة بمشاركة عدد من الشخصيات والزعامات". وفي الخرطوم أكد مقرر حقوق الانسان في السودان غيرهارد بوم عدم حصول تحسن في اوضاع حقوق الانسان في السودان منذ تقديمه تقريرا الى اللجنة الدولية لحقوق الانسان في جنيف العام الماضي. وشدد المبعوث الدولي في لقاء مع ناشطين في المجال الانساني على ضرورة ربط حقوق الانسان باقرار الديموقراطية والسلام. ولاحظ وجود "فرصة سانحة لتمكين السودانيين من حل مشكلاتهم" داعياً الى اقتناصها. وقال انه عقد أخيرا لقاءات مع مسؤولين اميركيين ناقشت مساعي واشنطن لتحقيق السلام، ودعا الى برنامج عملي لوقف الحرب ووصف موافقة الخرطوم على المساعي الاميركية بأنها تطور مهم، ورأى أن "المشكلة في تنفيذ هذه المساعي وترجمتها". وأكد وزير العدل علي محمد عثمان ياسين خلال لقاء مع بوم اهتمام حكومته باوضاع حقوق الانسان، واعتبر ان القصف الجوي الذي وقع في ولاية الوحدة الجنوبية "وقع عن طريق الخطأ"، باعتبار انها منطقة حرب. وناقش بوم مع وزير الطاقة الدكتور عوض الجاز أمس، استخدام عائدات النفط واتهامات بترحيل سكان مناطق انتاج النفط قسراً. غير أن الجاز تحدث عن تطورات ايجابية وتحسن خدمات المياه والكهرباء والتعليم والصحة في هذه المناطق معتبرا ان ذلك ساهم في استقرار السكان. كارتر والسلام وفي الخرطوم، دعا الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى "الدخول في ترتيبات لوقف النار وتهيئة مناخ السلام". وأعلن كارتر خلال مشاركته في مؤتمر لاستئصال الدودة الغينية عقد في الخرطوم امس، اهتمامه بقضية السلام في السودان، مؤكداً مواصلة مساعيه لإقناع طرفي النزاع بوقف النار وتحقيق السلام. وأوضح انه سيزور اليوم مدينة رمبيك في جنوب البلاد التي يسيطر عليها "الجيش الشعبي" للقاء قادته. من جهة اخرى، قال كارتر ان السودان "ثالث دولة موبوءة بالدولة الغينية في المنطقة وسجلت فيه 45 ألف إصابة"، لافتاً الى انه سيزور نيجيريا وكينيا وجنوب افريقيا لاجراء محادثات في شأن السيطرة على الأمراض. وشدد على ضرورة تحقيق السلام لانجاح برامج مكافحة الامراض. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير الذي خاطب المؤتمر الى وقف شامل لإطلاق النار ووقف الحرب التي جلبت المآسي والمعاناة وأثنى على جهود كارتر لتحقيق السلام.