إجتمع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في لندن أمس، مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق واكد له استعداد بريطانيا للمساهمة في عملية السلام السودانية. وتوصل اجتماع بين قرنق ومسؤول الاعلام في حزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبدالسلام في لندن أمس الى عقد محادثات لاقرار برنامج مرحلي نهاية الشهر المقبل وشجع انضمام الحزب الذي يقوده الدكتور حسن الترابي الى "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وفي الخرطوم، تحفظت الحكومة السودانية على إتفاق حزب الامة مع الحركة الشعبية على إعادة علاقاتهما، لكن حزبي الاتحادي الديموقراطي والمؤتمر الشعبي رحبا بالخطوة. وقال سترو عقب إجتماع مع قرنق في لندن ظهر أمس: "سعدت بالاجتماع مع الدكتور قرنق وزملائه ودعوتهم الى العمل مع كل الفصائل السودانية للبحث عن سبيل لانهاء الصراع والمعاناة الذي اثقل كاهل السودان لنحو عقدين من الزمان". وأضاف أن المجتمع الدولي "مستعد للمساعدة. وبريطانيا مندمجة تماما في العملية وعينت مبعوثا خاصا لدعم جهود السلام. وتعهدنا ايضا بالمساهمة بمبلغ مليون دولار في عملية المراقبة الدولية لوقف النار في جنوب السودان". وأوضح المبعوث البريطاني ألان غولتي الذي حضر اللقاء: "إنني اناقش حاليا سبل المضي قدما في تحقيق السلام مع السودانيين من كل وجهات النظر السياسية ومع حكومات اخرى". من جهة أخرى، اجتمع قرنق في لندن أمس مع المسؤول الاعلامي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض المحبوب عبدالسلام الذي وقع مع الحركة "مذكرة تفاهم" قادت الى اعتقال زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي وعدد من قادة الحزب وتجميد نشاطه. وأفاد عبدالسلام أن اللقاء عرض الاوضاع في السودان وزيارة قرنق الحالية لاوروبا واميركا ومسار العلاقات بين الحركتين. واوضح أن قرنق أكد، في اللقاء، تمسك حركته بما توصل اليه الجانبين في حوارهما، ولنه دعا الى عقد اجتماع بينهما في الاسبوع الاخير من نيسان ابريل المقبل "لاقرار البرنامج المرحلي والاتفاق في شأن القضايا المصيرية". وأكد قرنق خلال اللقاء وقوفه الى جانب المؤتمر الشعبي ضد حملة اعتقال قياداته ووقف نشاطه. وقال عبدالسلام: "أكدنا تمسك المؤتمر الشعبي بالحوار مع الحركة للوصول الى حل عادل وشامل للازمة السودانية. وأكد قرنق أن الحركة الشعبية تثمن الحوار الدائر بين فصائل التجمع والمؤتمر الشعبي. وقال انه يتطلع الى نتيجة مثمرة لهذا الحوار تنتهي بانضمام المؤتمر الشعبي الى التجمع". وزاد أن قرنق أكد ان اجتماع قيادة التجمع في أسمرا قرر تكليف سكرتاريا التجمع في الداخل بالحوار مع المؤتمر الشعبي. وحضر اللقاء مساعد الرئيس السوداني السابق الدكتور رياك مشار الذي عاد الى "الحركة الشعبية" أخيرا، والناطق باسم الحركة ياسر عرمان الذي وقع مع عبدالسلام "مذكرة التفاهم" بين الطرفين في 19 شباط فبراير 2001. اتفاق "الامة" وقرنق وأثار اتفاق حزب الامة المعارض مع "الحركة الشعبية" على اعادة العلاقات المقطوعة بينهما والذي توصل اليه قرنق مع مسؤول القطاع السياسي في حزب الامة مبارك الفاضل المهدي في لندن الاحد، ردود فعل واسعة في الخرطوم. وعلق مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية الدكتور قطبي المهدي على هذه الاتصلات بان "قرنق يواجه تحديا كبيرا اذا احرزت مساعي السلام تقدما، لأنه بنى زعامته وحركته على المواجهة والحرب والتوتر وليس له سند شعبي أو برنامج سياسي مقنع ولذلك يسعى الى ايجاد حلفاء من القوى الشمالية". وأوضح أن ذلك يفسر اندماج تنظيم "قوات التحالف" بقيادة عبدالعزيز خالد في حركة قرنق واتفاقه مع حزبي المؤتمر الشعبي والامة. لكن عضو المكتب السياسي في الحزب الاتحادي العضو في التجمع المعارض علي السيد رحب بالاتفاق واعتبره خصما على الحكومة. ولاحظ أن حركة قرنق والتجمع يكسبان الحلفاء كل يوم، وأن الخلاف بين حزب الامة والحركة الشعبية "تكتيكي في ترتيب الاولويات". وقال الناطق باسم المؤتمر الشعبي محمد الامين خليفة إن حزبه يرحب بأي رؤي سياسية أو إتفاقات تخرج السودان من أزمته"، وأوضح أن حزبه "يسعى الى جمع كل القوى الوطنية للاتفاق على برامج وطنية لمعالجة مشكلات البلاد والاتفاق على الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة وصيانة حقوق الانسان". وقال إن "أي حزب يعارض هذه المبادئ سيجد نفسه معزولاً".