تواجه الحكومة الإيطالية برئاسة سيلفيو بيرلوسكوني أزمة تهدد التحالف الذي يجمع حزب "ايطاليا إلى الأمام" الذي يتزعمه مع "التحالف القومي" و"رابطة الشمال" الانفصالية. ويبدو أن انتهاء فترة الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي، أعادت تفجير العديد من القضايا التي كانت مؤجلة بسبب الالتزامات الأوروبية. وطالب نائب رئيس الوزراء جانفرانكو فيني الذي يتزعم "التحالف القومي" بيرلوسكوني بعدد من الاستحقاقات التي تستدعي إعادة النظر في البرنامج الحكومي وربما بطبيعة الائتلاف وبالتشكيلة الحكومية. وفي الوقت نفسه، وجه زعيم "رابطة الشمال" أومبيرتو بوسي سلسلة من الاتهامات إلى كل من بيرلوسكوني وفيني. وقال في حديث الى صحيفة "لاريبوبليكا" أن بقاء حزبه في الحكومة مرهون بتطبيق مشروع الفيدرالية الذي يعطي صلاحيات كبيرة لمناطق الشمال في مجالات التعليم والضرائب. واعتبر بوسّي ان فيني "خان الإتفاقات المبرمة في حزيران يونيو، فيما خان ائتلاف اليمين الوسط الإتفاق الإنتخابي، وقام بيرلسكوني بتغطية تلك الخديعة". ويُذكر أن الإئتلاف الحاكم، على رغم الغالبية الساحقة التي يمتلكها في البرلمان ويُفترض أن توّفر له الأمان والاستمرار طيلة الفترة النيابية، يعاني الكثير من التصدّعات بالذات بين الطرفين الأساسيين في التحالف مع بيرلوسكوني، أي حزب التحالف القومي ورابطة الشمال. ومن القضايا المُختلف عليها جوهرياً، ملف الإدارة الذاتية لمناطق الشمال وملف الهجرة وحقوق الأحانب في التصويت، إضافة إلى أحد أكبر الملفات تعقيداً وهو قانون التقاعد.