ربما تساهم استقالة نائب وزير الدولة لشؤون السياحة الإيطالي ستيفانو ستيفاني في رأب الصدع مع ألمانيا بعد ملاحظاته المهمة للسياح الألمان، كما انها تضع حداً للتجاذب الشديد بين زعامات الحكومة ورئيسها سيلفيو بيرلوسكوني كادت توصل إلى انهيار الحكومة، الا انها لا تنهي الوهن الذي أصاب الائتلاف الحكومي مع تسلم ايطاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي. وكانت تصريحات ستيفاني أججّت الأسبوع الماضي حرباً إعلامية بين برلين وروما وأدت إلى الغاء المستشار الألماني عطلته الصيفية في مدينة بيزارو الساحلية. واذا كان شرودر برر قراره هذا بعدم رغبته في تعريض عائلته لضغط ولغط إعلامي بسبب ما حدث أخيراً، إلاّ أنه كان واضحاً أن موقفه كان نتاجاً لتكرر المواجهات بين برلين وروما منذ الخلاف حول الموقف من الحرب الأنكلو أميركية والذي بلغ أشده مطلع هذا الشهر خلال تقديم برلوسكوني برنامج الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي عندما هاجم النائب الالماني مارتن شولتز مشبهاً إياه بحارس معسكر اعتقال نازي. وجاءت استقالة ستيفاني بعدما لقيت تصريحاته رفضاً حاداً من شخصيات مهمة في مقدمها رئيس الجمهورية تشامبي ونائب رئيس الحكومة جانفراكو فيني الذي هدد بالانسحاب من الحكومة ما لم يُتخذ إجراء ضد ستيفاني الذي تجاوزت أضرار تصريحاته العلاقات الإيطالية - الألمانية لتوجه ضربة قاصمة للسياحة الإيطالية التي تعتمد على السيّاح الألمان. وقد تعيد استقالة ستيفاني الصفاء قليلاً إلى العلاقات الإيطالية - الألمانية، إلاّ أن ما أصاب الائتلاف الحاكم من وهن أخيراً حوّل برلوسكوني إلى ما يشبه ملاكماً واهن القوى تلقى ضربات موجعة من خصمه وقد لا يقوى بعد الضربة اللاحقة على الوقوف مجدداً. والخصم القوي لحكومة برلوسكوني حالياً ليس المعارضة التي لم تستقر بعد على زعامة تقودها بل الانقسام والتجاذب بين "رابطة الشمال" بزعامة اومبيرتو بوسّي والتحالف القومي بزعامة جانفرانكو فيني. واذا كانت حكومة برلوسكوني لا تواجه مخاطر فقدان الغالبية البرلمانية، إلاّ أن الانقسام الكبير بين مكونات الائتلاف الحاكم وغموض سلوك قادة "رابطة الشمال" الانفصالية التي سبق أن أسقطت حكومة برلوسكوني الأولى، إضافة إلى تعثر البرنامج الاقتصادي تجعل من الحكومة في حال قلق متواصل مع استمرار سيف "الرابطة" مصلتاً على رقبتها.