يواجه رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني إحدى أصعب مراحله منذ نزوله معترك السياسة في عام 1994، اذ زادت حدة الصراع مع حليفه رئيس مجلس النواب (ومشاركته في تأسيس حزبه) جانفرانكو فيني الذي صعّد من حدة المواجهة في اجتماع عقدته «القيادة الوطنية» لحزب «شعب الحريات» الذي يقود الائتلاف الحكومي. وكشف فيني في الاجتماع عن نيته «عدم السكوت أو الرضوخ» لمنطق الزعامة الشعبوية التي باتت تسود داخل الحزب وهو المنطق الذي يطالب الجميع بالسير وراء القائد من دون أي معارضة. وعلى رغم أن فيني أكد أنه لا ينوي الإنشقاق عن الحزب فإن المواجهة التي بثتها قنوات التلفزيون بين الرجلين تشير الى مرحلة جديدة داخل حزب بيرلوسكوني وتأثيراتها السلبية على استمرار الحكومة والتحالف مع رابطة الشمال الإيطالية التي يتزعمها أومبيرتو بوسّي والذي يتّهمه رئيس مجلس النواب بحرف مسار التحالف الحكومي لصالح أهدافه الانشقاقية ولصالح تقوية الشمال على حساب الوسط والجنوب. ولم يقبل بيرلوسكوني بالهجوم الذي شنّه فيني على إدارته للتحالف مع رابطة الشمال وردّ على رئيس مجلس النواب أن عليه «التنحي عن منصب رئيس مجلس النواب إذا أراد أن يمارس السياسة اليومية». وأكد مقرّبون من بيرلوسكوني أن رئيس الحكومة يدرس حالياً سبل التخلّص من فيني وعزله سياسياً وقد تبدأ هذه العملية بإقالة رفاقه في المواقع القيادية داخل الحزب والبرلمان. ورفض فيني فكرة الاستقالة، ورأى ان على بيرلوسكوني أن يأخذ في الاعتبار تواجد معارضة داخل الحزب.