يواجه رئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني مشكلات داخلية سببها الخلافات العميقة بين حليفيه الأساسيين في الحكومة، "التحالف القومي" برئاسة نائبه جانفراكو فيني و"رابطة الشمال" التي يتزعمها وزير الإصلاحات البرلمانية أومبيرتو بوسي. ولا تبدو محاولات بيرلوسكوني لفض الخلاف بين حليفيه المتباريين قادرة على إنقاذ سفينته من لجة التيارات المتلاطمة، خصوصاً أن الخلافات بين فيني وبوسّي تتعلق بعدد من القضايا التي يعتبرها الطرفان "إستراتيجية"، من بينها ملف منح المهاجرين الأجانب المقيمين في إيطاليا في شكل قانوني حق التصويت في الانتخابات البلدية وهو ما ترفضه "رابطة الشمال". وسيكون موعد انتهاء الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي في نهاية كانون الأول ديسمبر المقبل إشارة الانطلاق لسلسلة الخلافات التي قد تودي بالحكومة. ولهذا بادر بيرلوسكوني إلى الإعلان أن "شهر كانون الثاني يناير يمكن أن يكون موعداً مناسباً لإعادة النظر في برنامج التحالف وتوكيده". إلاّ أنه أشار إلى أن "المراجعة تلك لن تكون لإحداث تغيير وزاري" وهو ما يسعى إليه زعيم التحالف جانفرانكو فيني الذي يشغل منصباً غير ذي تأثير كبير في الحكومة وهو منصب نائب رئيس الحكومة. وأكد بيرلوسكوني أن "ليس في إمكان التحالف التوقف وعلينا مواصلة طريقنا" وطالب حلفاءه بالتوقف عن "الخصومات والمعارك". وألقى مسؤولية مصاعب حكومته على عاتق "الخلافات الداخلية المتواصلة"، مشدداً على ضرورة "عدم تحميل هذه الخلافات مغزى سياسياً". وبحسب وكالة "أي دي إن كرونوس" الإيطالية فإن "مطالبات رئيس الحكومة لم تقنع جانفرانكو فيني ووزراء التيار المسيحي في الحكومة"، وبحسب المصادر ذاتها فإن فيني رد على بيرلوسكوني بالقول: "عزيزي سيلفيو. ليس في الإمكان الاستمرار بهذه الطريقة"، مطالباً رئيس الحكومة بعقد اجتماع في كانون الثاني المقبل "لإعادة النظر في شكل معمّق في برنامج الحكومة" ما دفع بيرلوسكوني إلى الرد في الحال، مؤكداً "أن جانفرانكو على حق، وعلينا إعادة النظر في الأمور"، إلاّ أنه شدد على أن "هذا الفريق أي الحكومة لن يتغيّر".