قدمت الفنانة نهال عنبر أربعة مسلسلات تلفزيونية في الفترة الأخيرة، لعبت في اثنين منها دور امرأة صعيدية، الأول "الليل وآخره" الذي جسدت فيه شخصية شقيقة البطل رُحيّم المنشاوي أمام يحيى الفخراني وهدى سلطان وسعاد نصر وأحمد فؤاد سليم ونيرمين الفقي، والثاني "ثورة الحريم" الذي لعبت فيه دور زوجة الفنان محمود قابيل أمام محمود ياسين ونيرمين الفقي. أما المسلسلان الآخران فهما: "العصيان" في جزئه الثاني أمام محمود ياسين وفادية عبدالغني وداليا مصطفى وأحمد زاهر، و"أبيض في أبيض" أمام ممدوح عبدالعليم وصفية العمري وماجدة الخطيب. إلتقتها "الحياة" وكان هذا الحوار: قدمتِ أربعة مسلسلات عُرضت خلال شهر رمضان الماضي، ألا تخشين من أن يصاب جمهورك بالملل من كثرة هذه الأعمال التي تعرض في وقت واحد، وخصوصاً أنك تجسدين في مسلسلين منهما دور امرأة صعيدية؟ - حينما أوافق عادة على المشاركة في مسلسل ما، لا أهتم بمعرفة موعد عرضه على الشاشة، فما يشدني للعمل هو الدور وليس توقيت عرضه، وحتى لو كان هناك تكرار في تقديم شخصية المرأة الصعيدية في "الليل وآخره" وفي "ثورة الحريم"، فالدوران مختلفان تماماً، ففي المسلسل الأول ألعب دور أخت تحب زوجها ولكنه يموت ويسيطر أخوها على ميراثها، وتبدأ رحلة شقاء طويلة ليعيش أبناؤها في المستوى نفسه الذي اعتادوا عليه قبل رحيل والدهم، وفي الوقت نفسه تفتقد أخاها الذي قطعت علاقتها به لأنها كانت الأقرب إليه من بين إخوته وأخواته، وتشعر بجرح أخيها لها، خصوصاً أنها لم تتعلم بل ساهمت في بناء الأسرة منذ صغرها بدلاً من الدراسة. أما دوري في "ثورة الحريم" فهو لسيدة صعيدية متمدينة من عائلة كبيرة وغنية، ومتزوجة من محام يتم توكيله في إحدى القضايا من قبل نرجس والتي تلعب دورها الزميلة نيرمين الفقي، ومن هنا تبدأ الغيرة النسائية، في حين أواصل دور المرأة المسيطرة في الجزء الثاني من مسلسل "العصيان"، وفي مسلسل "ابيض في ابيض" أجسد دور سيدة فقيرة عمياء، ولا أعتقد أن الجمهور أصيب بالملل من ظهوري في أربعة مسلسلات عُرضت رغماً عني في شهر واحد، فكل شخصية متميزة عن غيرها، وأنا سعيدة بكل أعمالي التي تعرض، لأني اخترتها بعناية فائقة. يبدو أن ولعك بأدوار الشر ما زال مستمراً، إذ تلعبين في مسلسل "العصيان" شخصية امرأة شريرة... ما الذي يجذبك إلى أدوار الشر باستمرار؟ - أدوار الشر تستهويني لأن فيها ثراءً وتنوعاً في الأداء، خصوصاً أن شر هذه المرأة التي تسمى "ألفت الحوتي" يزداد في الجزء الثاني من "العصيان"، حيث تزيدها تجربة السجن حقداً على حقد، وبخاصة أن ابنها يتزوج أثناء وجودها في السجن، وتخرج لتنتقم من الجميع، ولأنني ضد الشر تماماً، تجدني أقدم هذه الأدوار في صورتها التي يجب أن يكرهها الجميع، ثم أقدم مصيرها في النهاية لتكون عبرة للناس. اختبار جديد في مسلسل "ابيض في ابيض" جسدتِ شخصية كفيفة التي تعتبر مميزة في مسيرتك الفنية، كيف كان استعدادك لهذا الدور؟ - البداية كانت حينما حدثني المخرج أحمد صقر، وقال إنه دور ليس كبيراً، وهو يعلم أن حجم الدور لا يمثل مشكلة بالنسبة لي طالما كان دوراً جيداً، أخذت السيناريو وقرأته، واتصلت بالمخرج، وأبلغته بموافقتي واعتبرت دور السيدة الضريرة اختباراً جديداً لي، وبدأت مذاكرة الدور وأدركت صعوبته، لأن الضرير لا يعبر بعينيه وهنا تكمن الصعوبة، فكان لا بد من أن أشحن في صوتي كل المؤثرات للتعبير عن مشاعر فاطمة، وحصلت على معلومات من أحد الأساتذة الجامعيين وهو ضرير، وعرفت الفارق بين من فَقدَ بصره نتيجة حادث ومن وُلد ضريراً، وسلوك كل منهما، وشاهدت فيلم "عطر امرأة" للممثل العالمي آل باتشينو والذي ظهر فيه ضريراً نتيجة لحادث ورأيت كيف تكون العين ثابتة لا تتحرك. ابتعدتِ عن السينما ولجأتِ إلى التلفزيون، هل يعني هذا اعتراضاً منك على ما يجري في المشهد السينمائي الراهن؟ - الحقيقة أنني لا أحب أن أؤدي أدواراً عادية، وحتى لو اضطررت لتقديم أحدها أكون في حالة ضيق دائم، لكنني دائماً أحاول ألا أكرر نفسي، وفي الصيف الماضي فوجئت ببطولة سينمائية مطلقة تعرض عليّ، وأعتقد أن أي ممثلة مكاني كانت ستعتبرها فرصة هائلة، لكنني رفضتها، ليس بسبب المشاهد الساخنة التي كان يحتويها العمل فقط، ولكن لأن العمل نفسه بلا رسالة واضحة والمشاهد الساخنة بلا مبرر درامي. لا أفكر في النجومية هل يعني هذا أنك لا ترفضين القيام بهذه النوعية لو كان لها ضرورة درامية في العمل؟ - بل أرفض، ولكنني أيضا لا أقول إنها خطأ، المشكلة كلها أن تركيبتي كإنسانة لا تجعلني أقدم هذه المشاهد، لكن هناك زميلات كثيرات يستطعن تقديم هذه النوعيات، وبنجاح فائق. لكن وجودك المكثف في الأعمال التلفزيونية يشير إلى أنك تخليت تماماً عن أحلام النجومية السينمائية التي تسعى إليها كل ممثلة؟ - منذ بداية مشواري الفني وأنا لا أفكر في أن أكون نجمة بالمعنى الذي يطرحه سؤالك، ولم يكن لهذا الأمر أي أهمية عندي، فأنا أقوم بعملي بكل حب وإتقان، وإذا نجحت فهذا شيء جيد، وهذا لا يعني أنني بلا طموح، على العكس لدي طموح في إتقان عملي نفسه.