سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلير يتعهد "التعاون التام" مع التحقيق ... وشورت تتهمه بسوء استخدام النفوذ . بريطانيا : المعارضة تطلب توسع التحقيق في وفاة كيلي ليشمل ملابسات مشاركة لندن في الحرب على العراق
تزايدت الدعوات في لندن أمس الى توسيع التحقيق في وفاة خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي ليشمل الملابسات التي أحاطت بمشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. وفيما تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "التعاون التام" مع لجنة التحقيق، وعد القاضي البريطاني اللورد هاتن الذي يترأس اللجنة باجراء تحقيق سريع. واعلن ناطق باسم رئاسة الحكومة ان القاضي سيقرر وحده اذا كان ضرورياً ان يمثل رئيس الوزراء او وزراؤه او مدير اتصالاته الستير كامبل كشهود. وقاد حزب المحافظين المعارض الحملة الرامية الى توسيع نطاق التحقيق. وقال وزير الداخلية في حكومة الظل المحافظة أوليفر ليتون ان التحقيق "لا ينبغي أن يركز فقط في شكل ضيق على الأحداث التي قادت الى انتحار كيلي، بل ينبغي أن يشمل ذلك كيفية تسويق الحكومة للمبررات الخاصة بالحرب على العراق". وفي الوقت نفسه حذرت الوزيرة البريطانية السابقة كلير شورت التي استقالت احتجاجاً على الحرب من أن الأزمة القائمة بين حكومة بلير وهيئة الإذاعة البريطانية حول مسألة تضخيم معلومات الاستخبارات ليست سوى "ذريعة وستار" لتحويل الأنظار عن الشكوك في دقة المزاعم القائلة بأن أسلحة الدمار العراقية كانت تشكل خطراً على المصالح البريطانية. ووصفت شورت وفاة كيلي بأنها "مأساة". وقالت: "لا نعلم حجم الضغوط التي تعرض لها"، في اشارة الى تقارير صحافية بأن وزارة الدفاع هددته بتقديمه الى المحكمة لانتهاكه لقانون سرية المعلومات الرسمية وبقطع معاشه لدى تقاعده. وهاجمت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم "لأنها انحرفت عن القضية الأساس وهي المبررات التي ساقتها الحكومة للحرب". واتهمت حكومة بلير بممارسة "ضغوط على اللجنة أدت الى اساءة كبيرة لسمعة النظام السياسي في بريطانيا"، و"بإساءة استخدام نفوذها وممارسة الضغوط على كيلي مما دفعه الى الهاوية". ومن جهته، تساءل وزير العلاقات السابق مع البرلمان روبن كوك في مقال نشرته صحيفة "اندبندنت": "كيف يمكن للتحقيق في شأن مقتل كيلي ان يكشف غموض الملف العراقي"، مؤكداً "انهم يطلبون المستحيل من اللورد هاتن ... اذ عهدوا اليه التحقيق في الاحداث التي أدت الى موت كيلي، لكنهم في الوقت نفسه حذروا من بحث الاحداث التي أدت الى الحرب على العراق". وعبر عن شكه في نجاح مهمة لجنة التحقيق. ووجهت الصحف البريطانية انتقادات حادة الى هيئة الاذاعة البريطانية التي اعلنت ان كيلي كان "المصدر الرئيسي" للأنباء التي نشرتها عن تضخيم الحكومة البريطانية ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية. لكن الإذاعي المخضرم توم مانغولد أحد أصدقاء كيلي أكد ان مراسل الشؤون الدفاعية لل"بي بي سي" أندرو غليغان الذي أذاع التقرير قد يكون اعتمد على مصادر إضافية. وأعرب عن اعتقاده بأن غليغان تحقق من المزاعم عن أسلحة الدمار العراقية مع أعضاء هيئة الاستخبارات الدفاعية الذين لم يؤكدوا أو ينفوا هذه التقارير. ووعد اللورد هاتن باجراء تحقيق سريع في وفاة كيلي. واضاف في بيان ان الحكومة البريطانية دعت الى اجراء التحقيق "في شكل عاجل"، مؤكداً ان "الحكومة قالت كذلك انها ستقدم لي التعاون التام وتتوقع ان تقوم كافة السلطات والاحزاب الاخرى بالشيء نفسه". ومن جهته، وعد بلير "بالتعاون التام" مع اللجنة. وصرح في بكين حيث يواصل جولته في دول شرق آسيا "سأفعل ما يريده مني القاضي المكلف بالتحقيق، سأتعاون في شكل تام". ورداً على سؤال حول السبب وراء اجراء تحقيق قضائي في وفاة كيلي وعدم اجراء تحقيق في الحرب على العراق، قال بلير: "ان هذا وضع استثنائي جداً ... قررنا اجراء التحقيق القضائي بسبب القلق الذي أثير". الى ذلك، أوضح استطلاع للرأي ان بلير تعرض لأكبر دمار لسمعته نتيجة وفاة كيلي. وذكرت نتيجة استطلاع الرأي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" المحافظة ان 39 في المئة من المستجوَبين يريدون من بلير أن يستقيل في مقابل 41 في المئة. وأظهر الاستطلاع ان 59 في المئة اعتبروا أن سمعة بلير تدهورت بعد الحادثة. وقال 65 في المئة انهم لا يكنون احتراماً لكامبل وهي النسبة نفسها التي طالبته بالاستقالة.