قتل خمسة عراقيين امس واصيب جنديان اميركيان بجروح في سلسلة هجمات استهدفت الدوريات الاميركية في مناطق مختلفة من العراق، في حين اعلنت قوات "التحالف"عن عثورها على كميات كبيرة من الصواريخ والقذائف المضادة للدروع في منطقة تكريت. تعرضت قافلة عسكرية اميركية امس لهجوم بالعبوات الناسفة في مدينة الفلوجة على بعد 50 كلم الى الغرب من بغداد، وفق ما ذكر شاهد عيان لم يكن بإمكانه الافادة عن وقوع اصابات. وشاهد مراسل "فرانس برس" لدى زيارته مكان الهجوم آثار زجاج وبقايا هيكل سيارة متناثرة على الطريق. وأكد سلوان عادل محمد 28 سنة ان قافلة اميركية تتألف من خمس سيارات جيب تعرضت لهجوم بالمتفجرات عندما كانت تجتاز وسط المدينة، موضحاً أن احدى السيارات اصيبت. وتعذر عليه الافادة عن وقوع اصابات. واغلقت القوات الاميركية بعيد ذلك جسور المدينة التي تؤمن الاتصال مع مدينتي كربلاء والرمادي. ورفض الجنود التعليق على الاجراء. وأعلن ناطق عسكري اميركي ان جنديين اميركيين اصيبا بجروح امس اثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهما في بلدة الاسكندرية 45 كلم جنوببغداد. واوضح السرجنت مارك اينغهام ان الجريحين نقلا الى احد مستشفيات المنطقة. وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البولندية اوجينيوس مليكزاك امس ان دورية عسكرية بولندية تعرضت مساء السبت قرب الحلة لاطلاق نار فردت عليه وقتلت عراقياً. وقال ان الحادث وقع عندما ارادت الدورية تفتيش مجموعة عراقيين مسلحين فرفضوا. وتم اعتقال احد المسلحين. وانفجر لغم ارضي أمس تحت سيارة اجرة قرب الخالدية مما أسفر عن مقتل سائقها ورجل وزوجته وابنهما. ويبدو ان اللغم كان مزروعا لاستهداف قافلة عسكرية اميركية. وفي الغزالية، غرب بغداد، عثرت الفرقة المدرعة الاولى الاميركية على ما لا يقل عن ثلاث عبوات ناسفة بدائية الصنع وضعت على طريق رئيسي قريب من مطار بغداد الدولي. وقال الكابتن جاسون بيك من الفرقة ان الجنود فجروا العبوات على الطريق نفسه بعدما اوقفوا حركة المرور. وأعلن الجيش الاميركي امس ان جنوده اكتشفوا كمية كبيرة من الاسلحة في ضواحي تكريت معقل الرئيس السابق صدام حسين على بعد 175 كلم الى الشمال من بغداد، بينها 23 صاروخاً ارض - جو من صنع روسي. وقالت الناطقة العسكرية الاميركية جوسلين ابيرل ان الجنود عثروا ايضا على حوالى 450 كلغ من المتفجرات و115 قذيفة صاروخية وحوالى 430 قنبلة يدوية و1300 صاعق و94 قاذفة "آر بي جي". واشارت إلى انه كثيراً ما يفكك انصار صدام حسين قاذفات ال"آر بي جي" لاستخدامها في صنع "عبوات ناسفة من صنع يدوي". وقالت جوسلين من تكريت في اتصال هاتفي معها من بغداد: "لقد قمنا بالعديد من الاكتشافات الكبيرة لمخابئ أسلحة". وقبل تسعة ايام اعتقل الجنود الاميركيون التابعون للفرقة الرابعة مشاة 55 عراقياً اشتبه في قيامهم بهجوم اوقع ثلاثة قتلى بين الجنود الاميركيين. اجازات للجنود وفي واشنطن، بدأ الجيش الاميركي هذا الاسبوع في عرض "اجازات" على جنوده المنتشرين في العراق منذ مدة، في مؤشر على استعداد القوات الاميركية للبقاء في العراق فترة طويلة. وهي المرة الأولى منذ حرب فيتنام يعرض فيها الجيش الاميركي على جنوده اجازة "راحة وترفيه". وستمنح الاجازات للجنود الذين صدرت اليهم الأوامر بالانتشار قبل عام على الاقل، وتهدف الى تخفيف حدة الملل والاحباط والاجهاد لدى الجنود المشاركين في عملية الانتشار التي لا تلوح لها نهاية محددة، في بيئة غريبة وعدائية. ويوضح ناصر، الاحتياطي في قوات مشاة البحرية الاميركية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بالكامل والذي عاد من العراق أخيراً، ان الجنود يهدفون الى "انهاء مهمة، فإذا ما طلب منهم البقاء لفترة اطول يصبح الأمر محبطاً، خصوصاً في غياب اطار زمني محدد" للمهمة. وتم تمديد فترة تواجد القوات الاميركية في العراق تدريجيا في الوقت الذي تتواصل الهجمات الموجهة ضدهم بشكل شبه يومي. وفي بداية ايلول سبتمبر قرر البنتاغون تمديد فترة بقاء الجنود مدة عام سواء كانوا من الاحتياطي او من الجنود النظاميين. إلا أن عائلات الجنود التي بدأت خلال الاسابيع القليلة الماضية في التعبير عن نفاد صبرها، أعربت عن خشيتها من ان تمتد هذه الفترة الى 18 شهراً على الاقل. وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الميجور بيت ميتشيل من قوات المارينز انه "عندما تقرر ان تمكث القوات الاميركية 12 شهرا في العراق، كان اول ما فكرنا به هو توفير الرعاية لهؤلاء الجنود لان ذلك سيحسن استعدادهم". وقررت وزارة الدفاع الاميركية ليل الجمعة - السبت تعبئة لواءين من 10 آلاف جندي من الحرس الوطني لنشرهما في العراق ضمن برنامج مناوبات القوات. كما اصدرت اوامرها للواء ثالث مكون من 5000 جندي بالاستعداد لاستدعائهم للتوجه الى العراق لاحقاً.