في خطوة هي الأولى منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، احرق متظاهرون من حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، صورا لعضوين بارزين في لجنتها المركزية هما هاني الحسن وعباس زكي. وحمل متظاهرون في تظاهرة كبيرة نظمتها حركة "فتح" في خان يونس جنوب قطاع غزة أمس، صورا لعرفات، وللمرة الاولى صورا لوزير الشؤون الأمنية في الحكومة المستقيلة محمد دحلان. وندد المتظاهرون البالغ عددهم نحو خمسة آلاف، بالحسن وزكي ورفعوا صورا لهما عليها علامة "X" كبيرة، فضلا عن إحراق صور أخرى لهما. وعلى رغم أن التظاهرة في ظاهرها جاءت لدعم الرئيس عرفات المحاصر في وجه الحكومة الإسرائيلية التي قررت مبدئيا إبعاده، الا أنها تحولت الى تظاهرة دعم وتأييد لدحلان من ناحية، ومناهضة للحسن وزكي واللجنة المركزية ل"فتح" من ناحية أخرى. ويأتي ذلك في إطار الصراعات الفتحاوية الداخلية، وفي إطار الصراع على النفوذ داخل الحركة وفي الحكومة والسلطة الفلسطينية. وينظر دحلان بعين الشك الى الحسن وزكي ويحملهما المسؤولية عن العراقيل التي وضعت أمامه وأمام حكومة محمود عباس المستقيلة، في حين يتهمه الرجلان بأنه اميركي الهوى والتوجه، وعملا ما في وسعهما لإقصائه. ويظهر ذلك جليا من خلال إصرار الرجلين واللجنة المركزية ل"فتح" على إسناد حقيبة الداخلية، التي فوض أبو مازن فيها دحلان، الى عضو في اللجنة المركزية، علما ان الأخير يشغل عضوية المجلس الثوري للحركة، وهو مرتبة حركية أدنى من اللجنة. إلى ذلك، وزعت حركة "فتح" بيانا أثناء التظاهرة دعت فيه الى "تجديد دماء الثورة". وجاء في البيان انه "مرت على حركتنا الرائدة فتح أجيال وأجيال لم تتمكن من اخذ دورها في الهياكل والمراتب القيادية للحركة بسبب تشبث حفنة من ذوي الكروش بمواقفهم"، في إشارة الى أعضاء اللجنة المركزية، وهي أعلى هيئة في الحركة. وتضمن البيان هجوما قاسيا على أعضاء اللجنة الحسن وزكي وصخر حبش. وتساءل البيان: "كيف نثق بشخص يكذب يوميا كالمدعو عباس زكي الغبي حقا الذي ينفق أموال شعبنا على صباغة شعره لتحويله من اللون الأبيض الى اللون الأسود، معتقدا انه من نجوم السينما ... وكيف نخوض ثورة جياع ونشد الاحزمة على البطون في الوقت الذي يحصل صخر حبش علىأموال لاصدار نشرة لا يقرأها احد... وكيف سننتصر على طائرات اباتشي وقذائف الدبابات فيما يصر هاني الحسن قبح الله وجهه، على ان معركتنا تشبه معركة الأفعى التي تطير والعصفور الذي لا يطير، وبالامس القريب تنكر لدماء شهدائنا في نابلس واليوم يشارك سفاح مذبحة قانا شمعون بيريز احتفالاته بعيد ميلاده في تل ابيب". شهيد في رفح في غضون ذلك، شيعت جماهير غفيرة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة ظهر أمس جثمان الشهيد احمد نعيم حسان 24 عاما العضو في "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي". وكان حسان سقط في انفجار غامض قرب مستوطنة "موراغ" الجاثمة فوق الأراضي الواقعة شمال المدينة عند منتصف ليل الجمعة - السبت ويعتقد أن الشهيد قضى جراء انفجار عبوة ناسفة كان يحاول زرعها قرب المستوطنة. مقتل مستوطنيْن في الخليل من جهة أخرى، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوال جزئي على بلدة دورا وقرية الطبقة جنوب غربي مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية في أعقاب العملية الفدائية في مستوطنة "نغوهوت"، وقتل فيها مستوطنان وجرح اثنان آخران. ودهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين واعتقلت خمسة، منهم أربعة أشقاء. كما اعتقلت مواطنا من قرية زواتا شمال مدينة نابلس أمس.