كرر الرئيس الاميركي امس انتقاده للقادة الفلسطينيين معتبراً انهم "خانوا" القضية الفلسطينية وقال: "ان الشعب الفلسطيني يستحق دولة، ملتزمة بالاصلاح، ومحاربة الارهاب، وبناء السلام". وفيما اعطت اوساط سياسية اسرائيلية انطباعاً بأن مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس والمدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس يارون تمكنا من اقناع مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس بتليين معارضة واشنطن لبناء الجدار الفاصل ومساره في عمق الضفة الغربية، نفت وزارة الخارجية الاميركية ذلك مؤكدة استمرار الخلافات مع اسرائيل في هذا الشأن. راجع ص 5 و 6. وجدد الرئيس بوش في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس حملته على القيادة الفلسطينية قائلاً ان "القضية الفلسطينية خانها قادة يتمسكون بالسلطة من خلال ترويج الكراهية القديمة وتدمير عمل الآخرين الجيد". وقال: "ان الشعب الفلسطيني يستحق دولة، ملتزمة بالاصلاح، ومحاربة الارهاب، وبناء السلام". ودعا بوش اسرائيل الى "ان تعمل من اجل توفير الظروف التي ستسمح بقيام دولة فلسطينية مسالمة"، والدول العربية الى "ان تقطع تمويل المنظمات الارهابية ودعمها". واكدت وزارة الخارجية الاميركية امس انها اعترضت على خطة جديدة اقترحها وفد اسرائيلي لبناء جدار امني فاصل داخل الاراضي الفلسطينية بسبب "عدم استجابتها شرط عدم ضم اراض فلسطينية داخل الخط الاخضر وتأثيرها السلبي على حياة الفلسطينيين". وقال ناطق بإسم الوزارة ل"الحياة" ان الحكومة الاميركية تتابع عن كثب النقاشات داخل مجلس الوزراء الاسرائيلي قبل ان تتخذ قراراً في شأن احتمال اقتطاع جزء من ضمانات قروض اميركية لإسرائيل في حال قررت تل ابيب المضي قدماً في بناء الجدار بحسب الخطة المقترحة. واوضح المسؤول الاميركي ان اسرائيل "تصر على ان يكون السياج سلسلة متواصلة من دون انقطاع، فيما اقترحنا بناء الجدار على الخط الاخضر مع اعتماد اسرائيل خطة لتقديم حماية مستقلة لمستوطنات آرييل وكارنل شومرون وكيدوميم". ومن المتوقع ان تعقد الحكومة الاسرائيلية المصغرة للشؤون الامنية التي ستبت في مسار الجدار اجتماعاً لهذا الغرض الاربعاء المقبل. ولم تحل معارضة واشنطن للخطة الاسرائيلية الخاصة بالجدار الفاصل دون تعبير تل ابيب عن ارتياحها لتصريحات الرئيس بوش لشبكة "فوكس نيوز" وتصريحات لوزير خارجيته كولن باول تطابقت تماماً مع الموقف الاسرائيلي من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بل اعطت الضوء الاخضر للحكومة الاسرائيلية لتواصل نشاطها الاستيطاني. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي المسجون في اسرائيل منذ 17 شهراً لن يطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل اسرى بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وكان باول قال في تصريح اول من امس لتلفزيون "بي بي اس" ان الولاياتالمتحدة ترغب في ان تبتعد اي حكومة فلسطينية جديدة عن "دسائس" عرفات اذا ارادت قيام دولة فلسطينية. واتهم الرئيس الفلسطيني امس الولاياتالمتحدة ضمناً بتشجيع "الجرائم" الاسرائيلية، وقال في كلمة خاطب بها اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني برلمان المنفى المقيمين في قطاع غزة عبر الهاتف من رام الله خلال اجتماع طارئ لهم امس، تضامناً معه: "ان المحتلين الاسرائيليين والمستوطنين الاسرائيليين واهمون اليوم كما كانوا بالامس يوم انكروا وجود شعبنا". وتابع في اشارة الي الولاياتالمتحدة "وبسبب هذه الغطرسة، غطرسة القوة العمياء، وبسبب التأييد الاعمى والانحياز لهم من بعض القوى، اقدموا على ارتكاب كل الجرائم ضد شعبنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ومصانعنا ومزارعنا وبنيتنا التحتية".