مثله مثل جميع قادة المستوطنين يؤكد رون نخمان رفضه القاطع لبناء "الجدار الأمني"، الا انه يبدي ارتياحه لأن المستوطنة التي يترأسها ستكون داخل الجانب الاسرائيلي من الجدار. فهو لا يخفي سروره بأن مستوطنة ارييل، الواقعة في شمال الضفة الغربية والتي يتراس بلديتها منذ تأسيسها في العام 1978، ستكون في الجانب الاسرائيلي للجدار الأمني، هذا السور الضخم الذي يعتقد الكثيرون انه سيكون الحدود المقبلة للدولة الفلسطينية. ويكشف رد فعل نخمان حال التنازع التي يعيشها المستوطنون. فهم من الناحية المبدئية يرفضون تماماً فكرة فصل الاراضي الاسرائيلية عن الضفة الغربية التي يعتبرونها أراضي "يهودا والسامرة" التوراتية. الا انهم في الوقت ذاته يقرون بأنه في حال رأى هذا الجدار الأمني النور، والهدف منه منع التسلل الفلسطيني الى الاراضي الاسرائيلية، فانهم يفضلون ان يكونوا على الجانب الاسرائيلي منه، لأن الجميع يعتقد في اسرائيل ان كل المستوطنات التي لن تكون داخل هذا الجدار الامني محكومة بالموت. وقال المستوطن يوسي داغان 23 عاماً الذي يسكن في مستوطنة شافيه شومرون على بعد كيلومترات قليلة من مدينة نابلس وحيث يعيش اكثر المستوطنين تشدداً:"انهم يعملون على اقامة سياج سيشكل لاحقاً حدوداً". الا ان اللهجة في مستوطنة ارييل تبدو اكثر اعتدالاً. وقال نخمان: "أنا مبدئياً ضد الجدار، الا انه في حال قامت الحكومة ببناء هذا الجدار على رغم اعتراضاتي، يجب ان تكون ارييل داخل الجانب الاسرائيلي، لأن لي الحقوق ذاتها التي لسكان تل ابيب". واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الاثنين امام نواب حزب ليكود ان مستوطنة ارييل ستكون بالتأكيد على الجانب الاسرائيلي من الجدار الامني. وموضوع هذا الجدار الامني في صدارة المواضيع التي يناقشها رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الاميركي جورج بوش والمسؤولين الأميركيين. ومستوطنة ارييل هي افضل مثال على ما يمكن ان يشكله هذا الجدار من عقبة امام قيام دولة فلسطينية متماسكة وليست مجزأة الى مناطق منعزلة. اذ تقع هذه المستوطنة التي يسكنها 16 الف نسمة وتضم جامعة مشهورة، على بعد نحو 15 كيلومتراً في عمق الضفة الغربية. وقال يهودا ليبرمان رئيس بلدية مستوطنة كارني شومرون ان التخطيط الذي وضع للجدار الأمني يضم ايضاً، اضافة الى مستوطنة ارييل، مستوطنات كارني شومرون، التي تضم ستة آلاف نسمة، ايمانويل وكيدوميم وشافي شومرون. ولا يتبع هذا الجدار الخط الاخضر، الخط الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية، فهو يغوص في عمق الاراضي الفلسطينية حتى انه يضم عدداً من القرى الفلسطينية. ولا يجد ليبرمان ما يكفي من الكلمات القاسية للتعبير عن سخطه على هذا الجدار فهو بحسب قوله "لا مستقبل له مثله مثل مستقبل السلام". ويرى ليبرمان ان "أفضل وسيلة لمكافحة الارهاب هي مهاجمة العدو بدلاً من بناء الاسوار". الا انه يضيف: "في حال بناء هذا الجدار سنقوم بكل ما هو ممكن كي يضم اكبر عدد ممكن من اليهود داخله"، معترفاً بأن ما يقوله فيه بعض التناقض. ويضيف: "بالطبع أفضل ان تكون مستوطنة كارني شومرون على الجانب الاسرائيلي". والسؤال المطروح الآن هو ما اذا كانت واشنطن سترغم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على وقف بناء هذا الجدار او على الاقل تعديل مساره.