ذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن مئات المستوطنين اليهود اشتبكوا بالايدي مع الشرطة وقوات الجيش أمس الاول أثناء محاولتهما إزالة موقع استيطاني عبارة عن مقطورة جلبها المستوطنون إلى موقع في شمال الضفة الغربية دون تصريح من الحكومة. وكان المستوطنون قد حصلوا على تصريح بوضع مقطورات قرب مستوطنة كارني شومرون شرقي قلقيلية لكنهم بدلا من ذلك وضعوها في موقع غير مصرح به قرب منطقة ألوني شيلو الاستيطانية. وصادر الجيش مقطورتين ورافعة، لكن مئات المستوطنين الذين جاءوا إلى منطقة ألوني شيلو الاستيطانية من مستوطنة كارني شومرون ومنعوا الجيش من إزالة المقطورة الاولى. وقالت الاذاعة إن القوات الاسرائيلية تركت الموقع الاستيطاني في نهاية الامر، وتعد المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حجر عثرة رئيسي في طريق في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قد أعلن في وقت سابق عزمه تفكيك 17 مستوطنة من بين 21 في قطاع غزة ، بينما أعرب مسئولون فلسطينيون عن تشككهم في تصريحات شارون بهذا الصدد. لكن محمد دحلان رئيس الامن الوقائي الفلسطيني السابق وصف في تصريحات له أمس الاول ذلك التطور بأنه انتصار وأهم إنجاز للانتفاضة الفلسطينية. وأضاف دحلان في تصريحات لصحيفة القدس الفلسطينية اليومية يجب أن نحتفل مشيرا إلى أن تلك الخطوة من جانب شارون جرت دون مقابل سياسي أو اتفاق مع الفلسطينيين. يشار الى انه يوجد في الضفة الغربية 102 موقع استيطاني أنشأه المستوطنون دون تصريح رسمي من الحكومة الاسرائيلية بجوار مستوطنات قائمة، حيث أزالت إسرائيل 20 منها خلال العام الماضي في إطار التزاماتها بخطة السلام الدولية المعروفة باسم خريطة الطريق، لكن الغالبية العظمى منها أعيد بناؤها فورا. من جانبها حثت الولاياتالمتحدة إسرائيل أمس الاول على لسان وزير خارجيتها كولين باول على الالتزام بتعهداتها بموجب خطة خريطة الطريق وأن تتيح الفرصة للفلسطينيين بالعيش بصورة أفضل. وقال باول في كلمة ألقاها بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي يجب التخلص من المواقع الاستيطانية. وفي رده على اتهام بشأن انتهاج إدارة بوش (معيارا مزدوجا) عندما يتعلق الامر بإسرائيل حيث تطالب واشنطن دول منطقة الشرق الاوسط بالديمقراطية بينما تغض الطرف عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين قال باول ان الادارة الامريكية للرئيس جورج بوش تساند إقامة دولة فلسطينية وتطالب إسرائيل بوقف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والتخلص من المواقع القائمة هناك. كما قال باول إن اسرائيل يجب أن توفر معاملة أفضل للفلسطينيين بتحسين ظروفهم الاقتصادية وتخفيف نقاط التفتيش التي تعوق تنقلهم. لكن باول قال أوجه اللوم لعرفات مباشرة. وحمله المسئولية عن تخريب الجهود الامريكية لوقف الهجمات الفلسطينية على الاسرائيليين. في تطور آخر تظاهر آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة في نفس يوم الجمعة لحث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على إطلاق سراح أربعة نشطاء يحاكمون للاشتباه في ضلوعهم في قتل ثلاثة أمريكيين في أكتوبر الماضي. وشارك عشرات النشطاء المسلحين من أعضاء لجان المقاومة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين في المسيرة التي توجهت إلى سجن غزة الرئيسي حيث يحتجز المشتبه بهم، اذ اتهم المحتجون السلطة الفلسطينية باحتجاز النشطاء الاربعة رضوخا لضغوط الولاياتالمتحدة واسرائيل. ونفى المشتبه بهم أمام محكمة عسكرية في وقت سابق من الشهر الجاري أي صلة بواقعة تفجير قافلة دبلوماسية أمريكية في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل الحراس الامريكيين الثلاثة.