استطاعت الممثلة اللبنانية جيهان قمري أن تحتل مكانة متميزة لدى الجمهور المصري في فترة زمنية قصيرة، وعلى رغم أنها لم يمض على دخولها عالم الفن أكثر من أربع سنوات، إلا أنها حققت انتشاراً ملحوظاً من خلال أعمالها التلفزيونية، وها هي تخطو أولى خطواتها باتجاه البطولة السينمائية، لذلك التقتها "الحياة" وكان هذا الحوار: ماذا عن أول بطولة لك في السينما؟ - فهي ي فيلم "واحد كابتشينو" من تأليف كرم عبد اللطيف وإخراج سميح منسي ويشاركني البطولة عبد الله محمود وحسن حسني. وأقوم بدور "شقاوة" وهي فتاة يائسة من حياتها تلجأ إلى الفساد لتعيش حياة السهر والخمر إلى أن يظهر سعيد يؤدي دوره عبد الله محمود في حياتها فتتذكر أخاها الذي توفي ويقف سعيد إلى جانبها لانتشالها من هذا الجو الفاسد. قدمتِ برامج في تلفزيون لبنان فما الفارق بين جيهان المذيعة والممثلة؟ - الفرق هو أنني أمام كاميرا البرنامج لا أمثل بل أكون على طبيعتي وبشخصيتي الحقيقية وهذا لا يتطلب مني المجهود الذي أبذله عندما أمثل. ما سر اهتمامك بالعمل في التلفزيون عكس السينما والمسرح؟ - لسببين، أولهما أن نوعية الأدوار التي عرضت عليّ في السينما وجدت أنها لا تناسبني ولم أقتنع بها، وثانياً أن التلفزيون هو بيت العرب والبوابة السحرية للفنان، وقد عبرت منها إلى قلوب المشاهدين في الوطن العربي كله إلى جانب أنه يجعل الفنان يبدع ويعطي الفرصة لإظهار كل قدراته باختلاف الأدوار، أما المسرح فأنا عاشقة له ويكفي أنني في 4 سنوات قدمت 4 مسرحيات. ما رأيك في ما يقال عن إقبال المخرجين على الفنانات العربيات لقدرتهن على أداء أدوار الإغراء التي ترفض الممثلة المصرية تقديمها؟ - هذا كلام غير صحيح، ومرفوض تماماًَ بالنسبة إلي، ففي تاريخ السينما المصرية فنانات مصريات قدمن الإغراء ولم يكن مقتصراً على الفنانات العربيات، ومشاهد الإغراء التي تطرح الآن ليست بقوة الماضي، وهي لا تقدم إلا لهدف، ولولا أهمية وجودها لكان استغنى عنها المؤلف والمخرج ولا يضيع فيها الوقت والجهد، والممثلة العربية تقدم السيناريو الموجود أمامها وطالما المشهد من الواقع لماذا لا ينفذ كما يحدث، وأنا لست مع المشاهد المبتذلة بل مع المشاهد التي يستطيع مشاهدتها أي شخص. لماذا رفضتِ تقديم برامج في التلفزيون المصري؟ - لم أرفض، بل فكرت في هذا الموضوع جدياً ولكن زحمة العمل هي التي منعتني من الموافقة لأنني أحب التركيز على عمل أو اثنين حتى أنجح في ما أقدمه، ولكن الفكرة نفسها غير مرفوضة. ما المعايير التي على أساسها تقبلين أدوارك؟ - أن أشعر بالدور وأن تكون الشخصية ثرية وفيها تفاصيل كثيرة يسهل إظهارها. وتشدني الشخصية عندما تكون جديدة تماماً عليّ ولم أقدمها من قبل ولا أقبل دوراً إلا إذا شعرت بأنه سيضيف لي شيئاً جديداً. أنت مقيمة الآن في مصر، فمن يساعدك في اختيار أدوارك؟ - هناك والدتي التي أعتمد عليها بشكل كبير وتساعدني في كل شيء ولأنها ممثلة شهيرة في لبنان لديها الخبرة في اختيار الأدوار لذلك أعتمد عليها في هذا الجانب، أما شقيقي ووالدي فهما في بيروت وحينما يعرض عليّ سيناريو أرسله إليهما لقراءته وإبداء رأيهما فيه، وموافقتي أو رفضي نابعان من ثقتي برأيهما والقرار في النهاية يرجع لي. هل العمل في مجال الفن يبعد الفنان عن حياته الخاصة؟ - الفن يبعد الفنان عن كل شيء في الدنيا، حتى عن نفسه. وفي أوقات كثيرة أشعر بتعاسة شديدة لأنني غير قادرة على السفر الى بيروت لرؤية أهلي. وعلى رغم وجود أمي الى جانبي وبعض الأصدقاء إلا أنني أشعر بضغط العمل، ولكن عندما أسمع كلمات الإعجاب والثناء بالأدوار التي أقدمها أنسى كل التعب. ما الاختلاف الذي شعرتِ به في جيهان قمري بعد 4 سنوات من العمل في مصر؟ - اختلاف كبير، فبعد مسرحية "عسل البنات" مع المخرج محمد النجار نضجت مسرحياً وبعد "أوراق مصرية" مع وفيق وجدي نضجت تلفزيونياً وكل مخرج عملت معه تعلمت منه شيئاً مفيداً أضاف لي وأكسبني خبرة. ما هي حصيلة عملك؟ - 10 مسلسلات و4 مسرحيات وثلاثة أفلام، والحمد لله كلها ناجحة ومع نجوم كبار ومخرجين متمكنين مثل مسلسل "حبنا الكبير" و"حلم ابن السبيل" ومسرحية "كده أوكيه" وفيلم "بركان الغضب". ما الجديد الذي تحضرين له؟ - فيلم جديد بعنوان "شباب سبايسي" مع المخرج حاتم موسى والوجه الجديد محمد عمر ومجموعة من الشبان وهو فيلم كوميدي من تأليف جلال ناصر، إضافة إلى أنني أصور مسلسل "مؤسسة شهر العسل" وأقدم دور سالي وهي فتاة نصابة ومشاكسة تتسبب في الكثير من المشكلات.