قدمت الفنانة وفاء الحكيم الكثير من الاعمال التي جذبت انتباه الجمهور العربي والمصري. وقدمت أعمالاً متميزة على مسرح الدولة ليبلغ رصيدها المسرحي ستة وعشرين عملاً، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة عام 1997 من نقاد الوطن العربي وكتّابه وحصلت كذلك على جائزة تقديرية للاعمال التلفزيونية في مهرجان هولندا. عن البداية وآخر أعمالها كان هذا الحوار: كيف تم اختيارك لتأدية شخصية سميرة في مسرحية "الطعام لكل فم"؟ - اختارني مخرج العمل محمد متولي الذي سبق ان رشحني للعمل معه في مسرحية "ايه اللي جرى". كيف كان استعدادك لهذه الشخصية؟ - اهتممت بها من الناحية النفسية لأن هذه الشخصية من الناحية السيكولوجية طيبة راضية بما قسم الله لها - وعلى رغم ذلك تمر بحال من الملل في حياتها الزوجية، فزوجها هو رئيس قسم المحفوظات في إحدى الوزارات، ولم ينجبا أطفالاً، هو يعود من العمل وينام ساعتين بعد تناوله طعام الغداء وبعد ذلك يخرج إلى القهوة الشعبية وأصبح الحديث بينهما روتينياً يقتصر على تحية الصباح والمساء. وهي لا تخرج مع زوجها إلا للضرورة، ما انعكس أيضاً على لباسها وهندامها. لماذا وافقت على أداء هذا الدور؟ - وافقت لأنها قصة الكاتب الكبير توفيق الحكيم وهو رائد المسرح المصري، كذلك المسرحية تحتوي على شكل كوميدي فانتازي يقدم من خلالها توفيق الحكيم دعوة في منتهى الجدية وهي نبذ الحروب والدماء وتوفير الطعام لكل فرد. ما الجديد الذي تقدمينه من خلال هذا الدور؟ - الجديد الذي أقدمه هو الفانتازيا التي يقدمها توفيق الحكيم عندما يشاهد كلٌ من الزوجين سميرة وحمدي خيالات على الحائط ويتخيلان قصة لهذه الخيالات فيشاهدان فتاة تعزف على البيانو وامرأة تنظر اليها نظرات حقد وتسلط وشاباً يقرأ في أحد الاركان. ويتم في شكل كوميدي مزج الواقع بالخيال من خلال شخصية سميرة، ما يساهم في التغلب على حال الملل التي تمر بها حياتهما الزوجية. هل الجمال يعتبر ضرورة وجواز مرور للفنانة؟ - لا طبعاً، فليس بالجمال وحده تستطيع الفنانة التمثيل، ولا بد من الموهبة والحضور والقبول لدى الجمهور والوجه المعبر الذي يحول الشخصية من مجرد ورق مكتوب الى شخصية واقعية حقيقية يقتنع بها المشاهد ويصدقها. والفنان المثقف يكون أكثر دراية بكل ما يحدث حوله من تغيرات فنية في جميع انحاء العالم. ما معايير اختيار أدوارك؟ - نوعية السيناريو واقتناعي بموضوع الرواية ولا بد من أن أحب الموضوع وأشعر بأنه سيضيف إليّ الجديد حتى استطيع أن أمثله بصدق، وأن يكون الدور الذي أؤديه جديداً لم أمثله من قبل. يصنفك البعض بأنك فنانة مسرحية، ما رأيك؟ -لا أوافق على كلمة تصنيف الفنان مسرحياً أو سينمائياً أو تلفزيونياً، لأن الفنان ينبغي أن يكون شاملاً. وليس هناك تخصصات في الفن. وأنا بحكم دراستي الفلسفة ثم التمثيل أصبحت اكاديمية أكثر بالنسبة الى المسرح. كما أن بدايتي كانت من خلال المسرح عندما شاهدني الفنان عبدالعزيز مخيون الذي كان وقتها يعمل في الاخراج ورشحني للعمل معه في مسرحية "أرض لا تنبت الزهور" ومسرحية "ليش يا عليش" ومسرحية "شغل اراجوزات وعجايب" للمخرج محمد فاضل ومسرحية "ذات الهمة" اخراج عباس احمد أمام الفنان سامح الصريطي، وبعد ذلك قدمت ستة وعشرين عملاً مسرحياً. ما هي المواصفات اللازمة للعمل المسرحي الناجح؟ - العمل الناجح سواء في السينما أم التلفزيون أم المسرح ينبغي ان يضيف الجديد سواء من خلال الاضاءة أم التمثيل او الديكور، لأن الجمهور دائماً يبحث عن الجديد الذي يتعلم منه ويضيف اليه، هذا الى جانب السيناريو الجيد والموظف وفقاً لكل فنان وفنانة، والاخراج الذي يساعد في نجاح السيناريو والفنانين. هل للسينما نصيب من اهتمامك؟ - أعمالي السينمائية قليلة جداً وكانت بدايتي الحقيقية في السينما من خلال الفنان نور الشريف الذي اختارني للعمل معه في فيلم "زمن حاتم زهران" الذي جسدت فيه دور الزوجة الطيبة التي تقف مع زوجها وتتمسك بالقيم والتقاليد المصرية، ورشحني بعد هذا الفيلم للعمل معه في فيلم "الصرخة" من اخراج محمد النجار ثم مثلت في فيلم "ضد الحكومة" امام الفنان احمد زكي. وبعد نجاحي في هذه الافلام حرصت على ان أختار السيناريو الذي يتناسب معي والجديد الذي يضيف إليّ لأن السينما ذاكرة لا تنسى ابداً عكس التلفزيون أو المسرح. ماذا عن أعمالك في التلفزيون؟ - أعترف بأنني أفضّل العمل في التلفزيون. التلفزيون أكثر أهمية للفنان لأنه ضيف مسموح له بدخول جميع البيوت ويشاهده جميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، لذلك أختار أدواري في التلفزيون بحرص شديد جداً. قدمت اعمالاً تلفزيونية كثيرة منها مسلسل "النوة" من اخراج محمد فاضل ومسلسل "ليالي القمر" ومسلسل "على باب الوزير" ومسلسل "قصة مدينة" من اخراج احمد خضر. كيف تتقبلين اختيارك دائماً للأدوار الثانية؟ - قبولي الأدوار الثانية في التلفزيون والسينما يعود الى المنتج الذي يختار النجمات اللواتي يحققن ربحاً أكثر كنجمات الشباك مثلاً وأنا لست نجمة شباك. أهم المحطات الفنية في حياتك؟ - مسرحية "ليش يا عليش" التي كانت أول فرصة لحصولي على البطولة المطلقة. هل انت راضية عما قدمته من أعمال فنية؟ - نعم، فجميع أعمالي تخاطب الجمهور المصري البسيط، فقد مثلت دور بنت البلد الجدعة المصرية وتناولت مشكلاتها كافة، وأنا دائماً اشعر بالرضا عن أعمالي عندما أجد المشاهدين يثنون عليها ونالت اعجابهم. وأدوار الاغراء؟ - أرفض أدوار الاغراء مبدئياً حتى لو كانت على حساب شهرتي ونجوميتي. موافقتي عليها تكون عند حاجة العمل الى ذلك، مثلاً عندما تكون هناك مشاهد للاثارة والاغراء تعبّر عن حاجة دراميّة، أو تحمل خطاباً سياسياً اجتماعياً أو انسانياً.