اعترفت الممثلة المصرية يسرا بتأثير الفنانين المخرج الراحل يوسف شاهين والنجم عادل إمام على مسيرتها الفنية، وقالت إن الأول علّمها كيف تموت جوعا ولا تقدم فيلما هابطا، بينما للثاني مواقف عديدة معها لا يمكن أن تنساها. وأضافت في حوارها مع “الأربعاء” إنها وفناني وفنانات جيلها ليسوا ضد الجيل الجديد في السينما، وإنها تتمنى لو كانت ممثلة في عصر الفنانة الكبيرة هند رستم لأن ذلك العصر كان يتمير بالحرية، بينما الآن فإننا نعود للوراء فكرياً. الجيل الجديد * نجوم السينما الشبابية.. هل سحبوا البساط من تحت أقدام جيلكِ؟ - نحن لسنا ضد هذا الجيل الجديد الذي قدم وما زال يقدم أفلاما كوميدية حققت إيرادات كبيرة وحققوا من خلالها نجاحا وتواجداً فنيا وصورة سينمائية جميلة، وعادل إمام نفسه كان حريصا على تشجيعهم والعمل معه في أفلامه لأنه مؤمن بمواهبهم، ولكن نحن ضد عدم وجود أفلام أخرى بجانب هذه النوعية من الأفلام التي أثّرت على الأفلام الأخرى التي لم يتقبلها الجمهور بشكل جيد. شاهين وإمام * هل تعترف يسرا بتأثير يوسف شاهين وعادل إمام على مشوارها الفني؟ - نعم أعترف.. فالأول قادني إلى العالمية، والثاني قادني إلى الجماهيرية، وكلاهما مهم في حياة كل فنان عمل معهما.. فأهم المحطات الفنية في حياتي كانت من خلال لقائي مع يوسف شاهين والعمل معه والاستفادة من خبراته، وكذلك عادل إمام. * كيف تقيّمين تجربتكِ السينمائية مع الراحل شاهين؟ - بعد فيلم «حدوتة مصرية» قدمت عدة أفلام معه منها «إسكندرية كمان وكمان» و»المهاجر».. لقد علّمني كيف أتمنى أن أموت جوعا ولا أقدم فيلما هابطا أو أهين نفسي كفنانة من أجل حفنة جنيهات، وهو فنان عرف كيف يوظفني كفنانة، ومعه كنت أعيش الدور بحواسي، ولو طلب مني أن أمر أمام الكاميرا فقط لوافقت، ولا أنسى أنه أخرجني من واحدة من أصعب الأزمات النفسية في حياتي. * وما شكل علاقتكِ بالنجم عادل إمام على المستوى الفني؟ - علاقتي به تمتد منذ عام 1978 في فيلم «شباب يرقص فوق النار» وكانت نجوميتي بدأت تتضح معالمها وبدأت الأعمال تتوالى، إلا أن العمل في أفلام عادل إمام يظل الفاكهة التي أشتاق إليها طوال العام. * يسرا قبل عادل إمام كانت مشروع نجمة ومعه صارت صاحبة جماهيرية عريضة، كيف ترين تجربتك معه؟ - لا أقيس أعمالي معه بعدد المشاهد ولكن بقيمة الدور وتأثيره، فمثلا أفلام «الإرهاب والكباب» و «المنسي» و «طيور الظلام» كانت أدواري فيها صغيرة، ولكن كل من شاهد هذه الأفلام لا يمكن أن ينسى يسرا. وأنا وعادل أصدقاء جمعتنا العديد من الأفلام الجيدة ولو كان هناك دور لي يناسبني في أحد أفلامه فلن يتأخر في ترشيحي له.. ولا أنكر أنني استفدت من شهرة هذا النجم الكبير الذي استطاع أن «يشيل» السينما المصرية على أكتافه أكثر من 30 عاما ومازال حتى الآن يعطي بكل قوة ومازال على القمة. أنافس نفسي * هل كانت عودتكِ لشاشة التلفزيون من أجل منافسة ليلى علوي أو الهام شاهين أو نبيلة عبيد، ونقل المنافسة السينمائية بينكم إلى الشاشة الصغيرة؟ - أنا أنافس نفسي من خلال أعمالي، ولا أقبل أي عمل لمجرد التواجد، ووجودي تلفزيونيا مرهون بوجود العمل الجيد فقط، وعكس ذلك فهو مرفوض، وإذا كان هناك مسلسلات لزميلات أخريات فهذا لا يعني أنني التحقت بقطار رمضان من أجل منافستهن، ولكن من أجل أن يكون تواجدي بشكل جيد على الشاشة، ومن أجل جمهوري الذي يثق في اختياراتي، وحتى لو كانت هناك منافسة بيننا فهي لصالح الأعمال التي نقدمها، والكاسب في النهاية هو الجمهور. * وصلتِ لمرحلة صارت الأدوار تُكتب لكِ خصيصا.. ما هي أبرز تلك الأعمال وما أهميتها في مشواركِ الفني؟ - كُتب لي خصيصا أفلام “امرأة آيلة للسقوط” و”نزوة” و”الراعي والنساء” و”مرسيدس”، ومسلسلات “أوان الورد” و”أين قلبي” و”ملك روحي” و”أحلام عادية” و”لحظات حرجة” و”خاص جدا”.. وكلها أعمال مهمة جدا في حياتي. * في أعمالكِ الأخيرة كنتِ متهمة بتدخلكِ في اختيار بعض الممثلين والممثلات، وهذا عمل المخرج؟ - لا أنكر ذلك، واعتقد إنني كنت على حق وأنا أرى أن النجم من الممكن أن يختار بعض الممثلين في الأدوار التي تناسبهم، ولأننا فريق عمل واحد، أنا والمخرج والمؤلف والمنتج، فيتم الاتفاق معهم على هذه الاختيارات، فلا يمكن أن تعمل بشكل صحيح مع أي ممثل بدون أن يكون هناك تفاهم بينكما، لابد أن يكون هناك شيء تصدّقه على الشاشة، وهذا يحدث معي في أي عمل أشارك فيه. * كثيرا ما قدمتِ مشاهد الإغراء وكنتِ محل انتقاد في مسلسلكِ الأخير.. ما رأيكِ في هذه الأدوار الساخنة دراميا؟ - أقول إن الحب شيء، والإغراء شيء آخر، والعري شيء ثالث، والاستفزاز شيء رابع، وكل هذه الأشياء لا أقبل أن أقدمها.. ولكن أقبل أدوار الدلع.. دلع الأنثى.. وهذا من حقي لأنني أنثى.. وأقبل تقديم الشيء الذي لا يستفز الجمهور.. فهل أحد يشك في قوة شخصية وجمال هند رستم وهي أكثر ممثلة لعبت أدوار الدلع في السينما المصرية. * أراكِ كنتِ تتمنين أن تكونين في عصرها كممثلة؟ - بالفعل أتمنى ذلك، فقد كانت هناك حرية أكثر، أما الآن فإننا نعود للوراء فكريا، وللأسف نعود للوراء بسرعة شديدة، وهذا خطر علينا جدا، ليس في مجال السينما فقط، ولكن على المجتمع الذي نعيش فيه، فإذا لم نتقدم ونتفتّح، فسوف نواجه خطرا شديدا، والتفتّح الذي أقصده ليس معناه الانحراف، ويجب أن نفرّق بين الانحراف والتفتّح، وبين أنك فاهم وغير فاهم. * هل هناك حالة تربص بيسرا بعد نجاحاتها التليفزيونية المتتالية؟ - بالفعل هناك حالة تربص بي، وهي مشكلة تؤرق الكثيرين، لأن كل أعمالي الأخيرة تحقق نجاحا. * متى تعتزل يسرا الفن؟ - لا أفكر أبدا في الاعتزال، على الأقل في الوقت الراهن، وحينما أشعر أنه لم يعد لي مكان في السينما أو التليفزيون سوف أنسحب في هدوء. * زحمة أعمالكِ الفنية ما بين السينما والتليفزيون وعملكِ سفيرة للنوايا الحسنة.. ألا يؤثر ذلك عليكِ كإنسانة وزوجة؟ - لا الحمد لله ربنا أعطاني زوجا متفاهما جدا يحب عملي ونجاحي من أجلي أنا.. نجاحي يشكّل له سعادة وأدعو الله أن يحفظه لي، وعلاقتي به أكبر وأسمى من أي شيء في الدنيا. * وكيف تنظرين للمرحلة المقبلة من حياتكِ الفنية؟ - خائفة جدا من أمور كثيرة لن أبوح بها وسأختصر الأمر في جملة واحدة “ربنا يستر”! .