شارك الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون امس، في رفع الستار عن نصب تذكاري لضحايا مدينة سريبرينيتسا الذين قتلوا خلال الاجتياح الصربي للمنطقة صيف 1995، على رغم ان المدينة كانت آنذاك ملاذاً آمناً بقرار من مجلس الأمن وتحميها قوات دولية هولندية. وشارك في التجمع الذي اقيم للمناسبة نحو 30 ألف مواطن بوسني، إضافة الى المنسق الدولي لعملية السلام البوسنية بادي اشداون وممثل المسلمين في هيئة الرئاسة البوسنية سليمان تيهيتش، والديبلوماسيون الدوليون المعتمدون في ساراييفو، ورئىس حكومة صرب البوسنة التي تقع سريبرينيتسا حالياً ضمن كيانها دراغان ميتيريفيتش الذي وصف المراقبون حضوره بأنه كان ارضاء لأشداون، في حين قاطع السكان الصرب المناسبة. وألقى كلينتون كلمة شكر فيها امهات الضحايا اللواتي وجهن الدعوة له لحضور المناسبة، وقال: "ان هذا النصب يذكرنا بجريمة التصفية العرقية البشعة التي وقعت في سريبرينيتسا، والتي يجب ان تكون عبرة لئلا تتكرر". وأعرب كلينتون عن أمله في ترسيخ السلام في البوسنة وان تعيش اعراق البلاد الثلاثة معاً في سلام ووئام. وأقيم النصب في المقبرة التي انشئت قبل 3 سنوات على 40 دونماً من الارض في موقع "بوتوتشاري" القريب من سريبرينيتسا، والتي صارت تضم نحو ألف قبر للضحايا بينهم 107، دفنت رفاتهم خلال التجمع امس، بمشاركة رئىس علماء مسلمي البوسنة - الهرسك مصطفى تسيريتش. وصمم الموقع لاستيعاب عشرة آلاف قبر، وبلغت تكاليفه نحو خمسة ملايين يورو تبرع بها المجتمع الدولي. وانتهى التجمع بهدوء، وتولت حمايته عناصر من الشرطة الصربية والاوروبية، إضافة الى القوات الدولية سفور. تظاهرة صربية من جهة اخرى، منعت شرطة ساراييفو حافلات تنقل نحو 350 صربيا من دخول معسكر فيكتور بوباني في ساراييفو، لوضع نصب فيه يرمز الى 47 صربياً قتلوا في المعسكر، كانوا ضمن نحو ألفي صربي اعتقلوا فيه من قبل المسلمين والكروات خلال الحرب البوسنية. وتزامن ذلك مع رفع الستار عن نصب سريبرينيتسا، ما اعتبره المراقبون محاولة للتذكير بأن للصرب ايضاً ضحاياهم في الحرب. وكان ضمن الذين ارادوا دخول المعسكر، كل من العضو الصربي في هيئة الرئاسة البوسنية بوريسلاف بارافاتس ورئىس برلمان صرب البوسنة دراغان كالينيتش وعدد من اعضاء البرلمان الصربي. وأبلغ بارافاتس الصحافيين، ان الصرب "حاولوا بوسيلة سلمية استخدام حقهم كغيرهم من البوسنيين، ولكن لم يُسمح لهم بهذا التعبير الانساني".