توقع قادة الأعراق في البوسنة - الهرسك ان تواجه بلادهم في عام 1999 مشاكل صعبة وتكون حاسمة في تأثيرها على تنفيذ اتفاق دايتون الذي "أوقف الحرب ولكنه لم يوفر السلام". وتوقع ممثل المسلمين في هيئة الرئاسة الثلاثية علي عزت بيغوفيتش ان تخيم على البوسنة مصاعب اقتصادية مضنية "بسبب عدم وفاء الدول المانحة بتعهداتها في اعمار ما دمرته الحرب ومساعدة النازحين واللاجئين في العودة الى ديارهم". وأكد بيغوفيتش في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو امس الخميس تهديده بالاستقالة من هيئة الرئاسة إذا لم يأت قرار التحكيم في شأن مستقبل مدينة برتشكو شمال شرقي البوسنة الى جانب وضعها بصورة دائمة ضمن أراضي كيان الاتحاد الفيديرالي". وانتقد بيغوفيتش كرواتيا لأنها "تنتهج سياسة مضرة بمصالح البوسنة - الهرسك". وأشار الى عدم تخلي صربيا عن أطماعها "وهو ما يجعل البوسنة مصرة على المضي قدماً في شكواها ضد الاتحاد اليوغوسلافي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي". الى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البوسني المناوب عن المسلمين حارث سيلايجيتش انه أيضاً مصمم على التخلي عن كافة مناصبه الحكومية إذا فقد المسلمون برتشكو وقال: "انني لم أكافح كي تقدم برتشكو الى الصرب مكافأة لما قاموا به من ابادة جماعية". وأضاف: "وكذلك سأقدم استقالتي اذا لم تتوفر الأموال اللازمة لاعادة تشغيل مجمع الحديد والصلب في مدينة زينيتسا شمال غرب ساراييفو حتى شباط فبراير المقبل لأنه يشكل عماد الاقتصاد البوسني". وأفاد رئيس هيئة الرئاسة جيفكو راديشيتش صربي انه واثق في ان تراعي لجنة التحكيم في شأن مستقبل برتشكو بنود اتفاق دايتون التي تضمن وحدة اراضي كيان الجمهورية الصربية "وكل قرار يخالف ذلك سوف يلحق ضرراً فادحاً باستمرار مساعي إحلال السلام بين الأطراف البوسنية". وفي الكيان الصربي، اخفق دراغان كالينيتش من الحزب الديموقراطي الصربي المتشدد مع آخر أيام العام المنصرم في تشكيل حكومة جديدة للكيان بعدما عجز في الحصول على ثقة برلمان الجمهورية الصربية 83 نائباً التي تتطلب ما لا يقل عن 42 صوتاً. وطلب غالبية النواب من رئيس الجمهورية نيكولا بوبلاشين راديكالي تكليف رئيس الحكومة المستقيلة ميلوراد دوديك معتدل ومقبول دولياً بتشكيل حكومة جديدة أو اختيار شخص "يواصل النهج الاصلاحي الذي بدأه دوديك". واعتبر ممثل الكروات في هيئة الرئاسة انتي بيلافيتش ان مهمته تنصب في "الحفاظ على الشخصية القومية المتميزة للكروات في البوسنة وعلاقتهم الوطيدة مع كرواتيا". ووصف عدم تمكن البوشناق المسلمين من العودة الى ديارهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الكروات بأنه "ناتج عن الحوادث التي يثيرونها مع السكان الكروات وتشكل عائقاً أمام عودتهم".