قدمت الحكومة البوسنية الموالية للغرب استقالتها إثر الهزيمة التي منيت بها نتيجة الفوز الذي حققته الاحزاب العرقية في انتخابات السبت الماضي. واتخذ المسؤولون الدوليون قرارات سريعة في مواجهة هذه التطورات، فيما رحبت بلغراد بسيطرة القوميين على المناصب القيادة المخصصة للصرب كافة. وأعلن رئىس الحكومة المركزية البوسنية ووزير خارجيتها زلاتكو لاغومجيا استقالته، وتبعه في ذلك رئىس حكومة الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي علي بهمان. وجاء ذلك بعد جلسة صاخبة عقدتها قيادة "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" الذي ينتمي اليه لاغومجيا وبهمان، في ساراييفو امس، اذ اعلنت قيادة الحزب استقالتها بكامل اعضائها بسبب الخسارة الكبيرة التي مُني بها الحزب في الانتخابات الاخيرة. ودعت القيادة الى عقد مؤتمر عام للحزب في 9 تشرين الثاني نوفمبر المقبل لاختيار قيادة جديدة، واتخاذ قرار حاسم في شأن انسحاب مرشحي الحزب الفائزين من البرلمانات ومؤسسات الدولة الاخرى او بقائهم فيها. وإزاء هذه التطورات، اتخذ المسؤول الدولي الاعلى في البوسنة بادي اشداون قرارات عدة لمواجهة الوضع، بينها تشكيل قيادة "لجهاز الاستخبارات المركزي البوسني" برئاسة صربي ونائبين له مسلم وكرواتي، اختارهم اشداون بنفسه. ولم يخف اشداون مخاوفه من خطورة فوز الاحزاب القومية التي وصفها "بأحزاب الحرب" وسيطرتها على السلطات البوسنية خلال السنوات الاربع المقبلة. ومن جهة اخرى، ابلغ مصدر قريب من رئىس "الحزب من اجل البوسنة - الهرسك" حارث سيلايجيتش "الحياة" في مكالمة هاتفية من ساراييفو امس، ان سيلايجيتش لا يزال يتوقع تقدمه على منافسه رئىس "حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي" سليمان تيهيتش بمنصب مقعد المسلمين في هيئة رئاسة جمهورية البوسنة - الهرسك. وأشار المصدر الى ان سيلايجيتش ابلغ اللجنة المشرفة على الانتخابات، استغرابه من التباطؤ في فرز نحو 50 ألف صوت للناخبين المقيمين في الخارج، مشيراً الى انه "متأكد انها ستكون في مصلحته وتزيل فارق النقطتين في الاصوات القادمة من الارياف التي رجحت تيهيتش". ونشرت الصحف الصادرة في بلغراد امس رسالة التهنئة التي بعثها الرئىس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الى الفائزين الصرب في البوسنة، مشيداً بالنصر الذي حققوه "والذي جاء مكافأة لهم من المواطنين لسياستهم الحكيمة" وأعرب عن ثقته باستمرار تعاونه معهم لما فيه مصلحة الصرب جميعاً. وكانت النتائج اشارت الى ان مرشحي "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي اسسه رادوفان كاراجيتش، فازوا بمقعد الصرب في هيئة رئاسة جمهورية البوسنة - الهرسك ميركو شاروفيتش ورئاسة الكيان الصربي دراغان تشافيتش وأصبحوا القوة الصربية الاكبر في البرلمانين "المركزي البوسني" و"المحلي للكيان الصربي". واعتبر المراقبون في بلغراد ان فوز انصار كاراجيتش في انتخابات البوسنة، وفر مجالاً لمزيد من تأييد الناخبين في صربيا للرئىس القومي كوشتونيتسا في جولته الانتخابية الحاسمة مع منافسه الموالي للغرب ميروليوب لابوس، الاحد المقبل. ويذكر ان "حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي" الذي كان اسسه الرئىس السابق علي عزت بيغوفيتش احتل الصدارة في مجالات الانتخابية الخاصة بالمسلمين كافة في "الاتحاد الفيديرالي" والمؤسسات المركزية، فيما سيطر حزب "الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" على المناصب القيادية المماثلة الخاصة بالكروات.