نفضت عن سيجارتها الرماد. ثم اطفأتها. انتظرها حتى غادرت المكان، فوضع السيجارة بين شفتيه. ألهبها بنار شوقه. فتناثر رماده معها. التقت عيناهما بنظرات خاشعة. وسجد قلباهما لسطوة الحب. عند اللقاء الاول ثار الصمت في عينيه. علّ فمها ينطق كلمة تطفئ حريق لهفته. وفي لقائهما الثاني، كسرت حواجز كبريائها العتيد، وصرحت له بحبها. وعندما جرفها تيار الحب بين ذراعيه كان اللقاء الثالث. لم ينسَ قبل ان يأخذه النوم قراءة الآيات والتوجه الى الله طالباً التوبة والغفران. وفي الصباح، دونما اكتراث، راح في طرقات الشر، في سلب وظلم وقهر مطمئناً انه، في المساء، سيعلن توبته المعتادة. أهداها زهرة جميلة. وطبع عليها قبلةً، رسالةَ محبة. ضاعت المرأة في الزحام، وذبلت الوردة. وبقيت القبلة تورق حنيناً. تساقطت اوراق الابتسامة فوق ارض الشفاه الجدباء. وذلك عندما حل فصل الوداع. شكت له برداً. فاحتضنتها يداه تمدها من احساسه ودفء مشاعره بغطاء يقيها البرد. لكن عيناها كانتا تشخصان الى معطف ثمنه مئات الدولارات. وافترقا، لعدم التفاهم. اللاذقية - ربا غسان الحايك