مني حزب العمال البريطاني بهزيمة معنوية كبيرة وذات دلالات، اثر فوز حزب الديموقراطيين الاحرار المعارض بانتخابات فرعية في منطقة "ايست برنت" شمال لندن. وفازت المرشحة ساره تيثر 29 عاماً بفارق 1100 صوت على المرشح العمالي روبرت ايفانز الذي خسر 29 في المئة من الاصوات التي صبت لمصلحة حزبه عام 2001. وأصبحت تيثر بذلك، اصغر الاعضاء سناً في مجلس العموم البريطاني. ويذكر ان الانتخابات الفرعية جرت بعد وفاة النائب العمالي بول دايزلي 45 عاماً بمرض السرطان. وذكرت شبكة "بي بي سي" ان الكثير من المحللين السياسيين ربطوا الخسارة بقرار رئيس الوزراء العمالي توني بلير تأييد الحرب على العراق، وما تبع ذلك من ملابسات. ولكن مسؤولين عماليين قالوا إن نسبة الاقبال المتدنية والتي بلغت 36 في المئة، مسؤولة عن سقوط مرشحهم، مشيرين الى ان الكثير من مؤيديهم لم يصوتوا. واعتبر تشارلز كينيدي زعيم "الديموقراطيين الاحرار" الحزب الثاني في المعارضة بعد المحافظين، ان النتيجة شكلت دفعاً قوياً لحزبه قبل مؤتمره السنوي في برايتون الاسبوع المقبل. وقال: "اثبتنا انه لا يوجد شيء اسمه منطقة محظورة لحزبنا". وقال إنه "في احد اكثر المجتمعات تنوعاً في بريطانيا برنت، اثبتنا اننا نستطيع تمثيل الشرائح كلها، وان رسالتنا هي التي يريدون سماعها ودعمها". وقالت الفائزة تيثر إن على العمال والمحافظين الانتباه جيداً للانتصار الذي حققته. واضافت: "توني بلير اتمنى انك تستمع الليلة. الناس في برنت تحدثوا نيابة عن بريطانيا"، في اشارة الى عدم الرضا الذي يسود الشارع البريطاني عن سياسة بلير. واكدت ان "لا راحة في هذه النتائج لحزب المحافظين، فهم بعيدين عن استحقاقات كهذه في البلاد". ولكن تيريزا ماي الناطقة باسم حزب المحافظين رأت ان الحزب خسر في الانتخابات، ولكنه سيتعلم منها، مشيرة الى عدم انهيار اصواته الانتخابية التي ناهزت على الثلاثة آلاف. وكان النائب العمالي الراحل دايزلي فاز بمقعد "ايست برنت" عام 2001 على منافسه المستقل كين ليفنغستون الذي اصبح لاحقاً رئيس بلدية لندن.