خسر حزب العمال البريطاني مقعدا هاما في انتخابات فرعية جرت في بريطانيا بعد ان تغلبت مرشحة الحزب الليبرالي الديمقراطي على منافسها من حزب العمال، طبقا للنتائج الرسمية التي أعلنت أمس. واعتبرت هذه الانتخابات بمثابة اختبار لشعبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقب الاحداث الاخيرة التي خلفتها قضية خبير الاسلحة ديفيد كيلي. وتفوقت مرشحة الحزب الليبرالي الديمقراطي سارة تيثير على منافسها من حزب العمال الذي كان قد حصل على اغلبية ساحقة في الانتخابات العامة السابقة، وذلك بفارق 1118 صوتا في دائرة برينت ايست الانتخابية في لندن التي يهيمن عليها عادة حزب العمال. وجرت الانتخابات الفرعية في اعقاب وفاة النائب بول ديزلي (45 عاما) في يونيو الماضي بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وكان ديزلي قد مكن حزب العمال من الاحتفاظ بذلك المقعد في الانتخابات العامة التي جرت في يونيو 2001 عندما حصل على نسبة 2ر63 في المئة من الاصوات في منافسة مع سبعة مرشحين. و قال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي تشارلز كنيدي في تعليق على نتيجة الانتخابات انها ليست فقط دفعة كبيرة للحزب الليبرالي الديمقراطي بل هي دفعة كبيرة للسياسة البريطانية. وتزامنت هذه الانتخابات مع محاولة بلير المثيرة للجدل اصلاح الخدمات العامة بما فيها احداث تغيرات كبيرة في المستشفيات التي تديرها الحكومة. ويقول المنتقدون ان تلك التغييرات تمس بمبدأ خدمات الصحة الوطنية الذي ينص على منح الرعاية المجانية للجميع. وجاءت مرشحة حزب المحافظين اوما فيرنانديس في المرتبة الثالثة في الانتخابات بعد ان كان حزب المحافظين جاء في المرتبة الثانية عام 2001.وتنعكس هذه النتيجة الضعيفة لحزب المحافظين سلبا على زعيم الحزب ايان دنكان سميث الذي فشل حتى الآن في تحويل الحزب الى بديل قوي لسياسة العمل الجديدة التي يتبناها بلير. وكانت دائرة برينت ايست معقلا لحزب العمال حتى في الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت البلاد تحت حكم حزب المحافظين بزعامة مارغريت تاتشر.