لندن - ا ف ب - حقق الحزب العمالي البريطاني فوزا مدوياً في انتخابات اشتراعية فرعية في شمال غرب بريطانيا، ملحقاً هزيمة نكراء بالمحافظين الذين يقودون الائتلاف الحاكم، فيما نجا حزب الديموقراطيين الاحرار شريكهم في الائتلاف، كما أظهرت النتائج امس. وتقدمت مرشحة المعارضة ديبي ابراهامز باكثر من 3500 صوت على منافسها من الديموقراطيين الاحرار الوين واتكينز، في دائرة اولدام ايست اند سادلوورث قرب مانشستر. وكان واتكينز خسر بفارق ضئيل لم يتجاوز 103 اصوات في انتخابات ايار (مايو) الماضي امام العمالي المنتهية ولايته فيل وولاس، الذي أُلغي انتخابه لاحقاً لإدانته بالإلاء بإفادات كاذبة. وكان الرهان في هذه الانتخابات الفرعية يدور حول النتيجة التي سيحققها مرشح الديموقراطيين الاحرار، الحلفاء الاساسيين لرئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون، اذ توقعت استطلاعات الرأي انهيارهم في هذه الدائرة حيث يحتل المحافظون بشكل تقليدي موقع المرشحين الاقل حظاً. الا ان الارقام تشير الى تقدم ولو طفيف للديموقراطيين الاحرار مقارنة بنتائج الانتخابات العامة في ايار الماضي، في حين سجل المحافظون تراجعاً شكل نكسة كبرى لحزب كامرون. وعلقت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) على موقعها الالكتروني، ان هذا الفوز الساحق للعماليين (بزيادة 10 نقاط الى 42 %) «ياتي في الوقت المناسب لتعزيز موقع ايد ميليباند زعيم الحزب العمالي، الذي يجد صعوبة في فرض نفسه منذ انتخابه المفاجئ على رأس الحزب متفوقاً على شقيقه ديفيد، وهو يتعرض لتعليقات ساخرة يطلقها رئيس الوزراء، الذي وصل الى حد وصفه ب «السيد لا شيء» الاسبوع الماضي. وسيجري الحزبان الشريكان في السلطة تحليلاً معمقاً لنتيجة الانتخابات، قبل ان تحين استحقاقات فرعية جديدة في الربيع. وتسجل منذ تشكيل الحكومة الائتلافية في ايار الماضي، تصدعات متتالية بين المحافظين والديموقراطيين الأحرار، لا سيما وان زعيم الديموقراطيين الاحرار نائب رئيس الوزراء نك كليغ يجد صعوبة في تسويق تدابير التقشف الحكومية في اوساط حزبه. وبلغ الاستياء ذروته لدى زيادة الاقساط الجامعية ثلاثة أضعاف تقريباً، في إجراء اراده المحافظون، فيما كان الديموقراطيون الاحرار تعهدوا بالتصدي له خلال حملة الانتخابات العام الماضي.