التقى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس في مدينة جدة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي وبحث معه الأوضاع العربية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية واستمرار سياسة الاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، اضافة إلى الوضع الحالي في العراق والجهود الدولية لمكافحة الارهاب. كما تطرقت المحادثات إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل تطويرها. وسلم خرازي الأمير عبدالله رسالة من الرئيس محمد خاتمي لم يكشف النقاب عن مضمونها. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتمع مع خرازي ظهر أمس في جدة وبحثا تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والقرار الاسرائيلي الاخير بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وخطورة عدم الاستقرار الأمني في العراق، إضافة إلى موضوع تسليم المعتقلين السعوديين في طهران إلى الرياض والضغوط السياسية والحملات الإعلامية الأميركية المتزايدة على البلدين. كما استعرضا استعداد الحكومة الايرانية للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة، ان اجواء المناقشات اتسمت ب"الايجابية" و"التطابق" في وجهات النظر، ودان الطرفان قرار الحكومة الاسرائيلية إبعاد عرفات إلى خارج الأراضي الفلسطينية، ودعيا إلى اعطاء دور محوري للأمم المتحدة في العراق، وضرورة الاسراع في تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة كاملة تضمن المساواة بين جميع فئات الشعب العراقي. وأكدا ضرورة تعاون دول المنطقة في مواجهة الارهاب والتطرف، وقال الوزير السعودي ان "التعاون في محاربة الارهاب قائم بين البلدين لان الارهاب خطر يهدد الجميع". وأعلن خرازي ان بلاده على استعداد للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أنها "تؤيد اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل وملتزمة الحد منها". ولم يشأ الوزيران الاستفاضة في ملف "تسليم المعتقلين السعوديين" في طهران، وفضلا ارجاء ذلك إلى وقت آخر، مع العلم ان ايران "لا ترى مشكلة في تسليم السعوديين إلى بلادهم" وما زالت تلتزم الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين سنة 1998. وبحث سعود الفيصل وخرازي الضغوط الأميركية على دول المنطقة وضرورة تفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي لتقوية التضامن الإسلامي وعدم منح الولاياتالمتحدة فرصة الانفراد بدول المنطقة والضغط عليها. يذكر ان وزير الخارجية الايراني وصل إلى جدة في ساعة متأخرة أول من أمس في زيارة مفاجئة للسعودية لم يعلن عنها من قبل، وغادرها إلى طهران عصر أمس. إلى ذلك، يزور السعودية اليوم وزير الخزانة الأميركي جون سنو الذي يلتقى عدداً من المسؤولين في القيادة السعودية ويحضر جلسة العمل الاقتصادية السعودية - الاميركية التي يرأسها وزير المال السعودي إبراهيم العساف اليوم في جدة. وأكدت مصادر ل"الحياة" ان الوزير الاميركي سيطلب من السعوديين ان تكون أحدى الدول المانحة والمشاركة في إعادة اعمار العراق، اضافة إلى التشاور حول كيفية إيجاد قنوات لمساعدة العراقيين وتحسين أوضاعهم الحالية.