دعا الرئيس محمد خاتمي إلى تعاون بين الدول المجاورة للعراق والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لتسوية الأزمة العراقية. وشدد على رفض العمل العسكري ضد العراق، وعلى "وحدة التراب العراقي" وضرورة التزام بغداد تطبيق القرارات الدولية. وجاءت مواقف خاتمي خلال استقباله مفوض الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن، وقال الرئيس الإيراني إن بلاده، "وعلى رغم الأضرار التي ألحقها بها النظام العراقي خلال السنوات الماضية، لا ترى فائدة في التدخل بتقرير مصير الشعوب، وتعتقد أنه اسلوب يلحق الضرر بكل دول المنطقة، ويعزز منهجاً خطراً على الصعيد العالمي". وتدعم إيران اجتماعاً اقليمياً تحضره مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بما فيها الولاياتالمتحدة، للدفع باتجاه إبعاد شبح الحرب عن المنطقة، خصوصاً أن طهران تعتقد بوجود مخطط أميركي لتغيير أنظمة في المنطقة. وقال هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران خلال لقائه باتن ان "افضل مستقبل للعراق هو أن يكون بلداً حراً موحداً وديموقراطياً، وأسوأ مستقبل له تعيين حكومة جديدة له تحت الانتداب الأميركي". واعتبر ان ذريعة مكافحة الإرهاب غير مقبولة من الولاياتالمتحدة لغزو العراق، داعياً إلى نزع أسلحة هذا البلد بإشراف الأممالمتحدة، وتفويض بت مستقبله إلى شعبه، لأن الحرب ستؤدي إلى "خسائر مروّعة للشعب العراقي ودول المنطقة". وألقى كريس باتن أ ف ب كلمة أمام معهد الدراسات السياسية والدولية في طهران، أكد فيها أن الحوار بين الاتحاد الأوروبي وإيران "يدخل مرحلة جديدة وينبغي أن يصبح أكثر دينامية ويعطي مزيداً من النتائج الملموسة من أجل تقدمه". ودعا "إيران وجميع أصدقاء الفلسطينيين إلى أن يكونوا شركاء عملية السلام، واستخدام نفوذهم لدى المجموعات الفلسطينية" من أجل وقف "العنف". وحض طهران على تحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، داعياً إلى "وقف نهائي لعقوبة الرجم وتبني قانون ضد التعذيب". ورأى أن توقيع إيران الاتفاقات الدولية المتعلقة بحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل "يوجه إحدى أكثر الرسائل ايجابية". في لندن، أكد مصدر مأذون له أن زيارة وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي لندن اليوم لم توقت مع اقتراب الحرب المحتملة على العراق، مشيراً إلى أن نظيره البريطاني جاك سترو زار إيران ثلاث مرات العام الماضي. ووصف العلاقات الإيرانية - البريطانية بأنها "جيدة وودية"، مشدداً على أن الحكومة البريطانية تعمل لتحسينها في كل المجالات. وسيلتقي خرازي رئيس الوزراء توني بلير والوزير سترو، كما سيزور مجلس العموم، حيث يجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية وعدد من النواب. واعتبر المصدر أن الزيارة ستكون فرصة للبحث في الشؤون الاقليمية والأزمة العراقية، وكذلك التعاون الإيراني في الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى الموقف الإيراني "المتعاون" في الحرب الأميركية على "طالبان" وأعضاء "القاعدة"، ومؤكداً أن المحادثات "ستشمل أيضاً حزب الله، وأسلحة الدمار الشامل". وزاد ان لندن "ترحب بأي تعاون بناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً توقيع إيران الاتفاقات الدولية في مجال الأسلحة الذرية". ودعت منظمة "مجاهدين خلق" إلى تظاهرة أمام مجلس العموم لإدانة زيارة خرازي. وتلقت "الحياة" في لندن بياناً باسم "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" حض الحكومة البريطانية على إلغاء زيارة خرازي، فيما أشار بيان آخر للمجلس إلى وضع إيران "قوات الحرس الثوري والجيش في حال تأهب، استعداداً لتنفيذ هجمات ضد مجاهدين خلق داخل الأراضي العراقية". الى ذلك، قال خرازي ان بلاده لا تؤيد اتخاذ اجراءات منفردة وعملاً عسكرياً من جانب أميركا وبريطانيا ضد العراق لأن هذه مسؤولية مجلس الأمن الدولي، وقال في بداية زيارته التي تستغرق يوماً واحداً لبريطانيا في كلمة القاها أمام "تشاتمهاوس" المعهد الملكي للعلاقات الدولية، ان ايران "ضد مبدأ الحرب ولن تؤيد أي طرف فيها ولكننا سنعمل على حماية مصالحنا الوطنية". ورداً على سؤال حول اطاحة النظام العراقي وحدوث تحول ديموقراطي، قال خرازي "اننا نحبذ ان يكون جيراننا ديموقراطيين، ولكن السؤال هو كيف سيتم ذلك! وإذا كان باستخدام القوة فنحن ضد ذلك لأن التحول يجب أن يكون على يد الشعب نفسه". وبالنسبة الى علاقة العراق بتنظيم "القاعدة"، قال خرازي: "ليست لدي أي معلومات في هذا الأمر، ولكن ينبغي أن ننتظر لنسمع ما سيقوله باول أمام مجلس الأمن ومدى تأثير ذلك". وعن احتمال تدفق اللاجئين على ايران إذا نشبت الحرب: "استعددنا لذلك وقمنا باتصالات مع المفوضية السامية للاجئين للتسهيلات الممكنة ولكن نأمل بأن لا تقع الحرب". وشن خرازي هجوماً مباشراً على سياسات اميركا وسعيها الى فرض عقوبات اقتصادية على ايران وعزلها، وقال ان سياسة عزل الدول غير ممكنة وليست محمودة لأن العالم اليوم يقوم على ترتيبات التعاون كما اكدت أحداث 11 أيلول سبتمبر، ولا يمكن لأحد أن يحقق الأمن بمعزل عن الآخرين. ويجري خرازي اليوم محادثات مهمة مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خارجيته جاك سترو تتركز على الشؤون الدولية، خصوصاً الأزمة العراقية والتعاون الثنائي.