التقى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في لندن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ودعا المجتمع الدولي الى بذل كل جهد ممكن لتسوية الأزمة العراقية من دون استخدام القوة، مشدداً على أن الأممالمتحدة هي صاحبة السلطة في هذا المجال. وجاء كلام خرازي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البريطاني جاك سترو بعد محادثاتهما أمس في لندن. وحذر الوزير الايراني من نتائج أي عمل عسكري منفرد، مشيراً الى احتمال تدفق اللاجئين على ايران، بالاضافة الى "الآثار السلبية على أمن المنطقة واستقرارها". وحض على الاستماع الى تقويم المفتشين، تعليقاً على خطاب وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمام مجلس الأمن أول من أمس. ورأى ان من الخطأ الاستراتيجي تصنيف أميركا بلاده ضمن "محور الشر" لأن ايران "دولة ديموقراطية لها علاقات طيبة مع العالم، وتلعب دوراً مهماً في دعم السلام والاستقرار في المنطقة". وجدد استعداد بلاده للحوار مستدركاً ان "المشكلة مع الأميركيين هي عدم استعدادهم للدخول في حوار معنا على أساس الاحترام المتبادل". وشدد على اشراف وكالة الطاقة الذرية على المنشآت النووية للأغراض السلمية في ايران. اما سترو فشدد على أن الرئيس صدام حسين "في قفص الاتهام، ووجده المجتمع الدولي مذنباً". ونبه الى أن المجتمع الدولي يواجه "أزمة حادة" منذ التقرير الأول للمفتشين، وأضاف انه يصلي "كي يتلقى صدام الرسالة، ويتعاون طوعاً مع المفتشين، ويحدد الأدلة على أسلحته المحظورة، ويقدم المعلومات المتوافرة لدى علمائه لأنه يمارس الارهاب ضدهم، ويهددهم بالقتل مع عائلاتهم". ولاحظ خرازي وجود توجه الى اصدار قرار ثانٍ لمجلس الأمن، داعياً بغداد الى التعاون، واعطاء المفتشين مزيداً من الوقت. وقال ان الدول المجاورة للعراق قلقة من احتمالات تقسيمه. مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيه، وتابع: "لا أحد يوافق على التقسيم". وأقر سترو بأهمية وحدة العراق "ليس من أجل مستقبله فحسب، بل من أجل المنطقة". وكان خرازي التقى بلير، وركزت المحادثات على الأزمة العراقية والعلاقات بين لندنوطهران. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الوزير الايراني عرض مخاوف بلاده إزاء مرحلة "ما بعد صدام"، في حال اندلعت الحرب. وأوضحت المصادر ان استراتيجية بريطانيا الرامية الى "الحوار الانتقادي" مع ايران بهدف تحسين العلاقات معها، أثمرت، وستساعد في تخطي أي عقبات في حال ضرب العراق. وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أمس ان طهران تحرص على تولي لندن دور وساطة غير رسمية لدى واشنطن، لكن خرازي شن هجوماً على السياسات الأميركية في المنطقة. وأثار بلير وسترو مع خرازي مسألة أسلحة الدمار الشامل، فنفى الوزير الايراني امتلاك بلاده مثل هذه الأسلحة.