خمسة أعوام هي العمر الفني للفنان الشاب أحمد الفيشاوي، نجل الفنان فاروق الفيشاوي والفنانة سمية الألفي، الذي بدأ نجمه يلمع بعد اختيار سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامه له ليلعب دور ابنها في مسلسل "وجه القمر" قبل سنوات، وهو العمل الذي جعله بعد ذلك يقدم العديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية المتباينة النجاح، ومنها فيلم "شباب على الهوا" أمام حنان ترك، ومسلسل "شباب اون لاين" أمام مجموعة من الفنانين الشباب منهم شهيرة ولقاء الخميسي، ومسلسل "ليلة مقتل العمدة" أمام والدته سمية الألفي ويوسف شعبان، وفي مجال المسرح قدم في بداية عمله مسرحية "الملك هو الملك" للكاتب سعد الله ونّوس أمام الفنانين صلاح السعدني ومحمد منير وفايزة كمال. "الحياة" التقت أحمد الفيشاوي، وكان هذا الحوار: على رغم بدايتك الناجحة في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي، إلا أن خطواتك الفنية تباطأت بشدة في الفترة الأخيرة، فما السبب؟ - ذلك لأنني أحب أن أنتقي أعمالي بحرص شديد، فهذا هو أهم الدروس التي تعلمتها من والديّ فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، وابتعادي كان فرصة كبيرة لي لكي أختار أعمالي المقبلة بدقة، حتى عرض علي مسلسل "العمة نور" الذي كتبه السيناريست الكبير محمود أبو زيد وأمام النجمة الكبيرة نبيلة عبيد وعدد كبير من الفنانين المتميزين، وأجسد فيه دور شاب يدعى عطوة يدرس في الجامعة الأميركية في القاهرة لكنه يعاني من مشكلات نفسية حادة على رغم ذكائه الشديد. وما سر انسحابك أخيراً من مسلسل "شباب أون لاين" الذي قدمت منه جزءين على مدى العامين الماضيين؟ - جاء انسحابي من هذا المسلسل اعتراضاً مني على مساحات الضحك غير المبررة التي كانت توضع في شكل عشوائي ضمن أحداثه لتحقيق نجاح سريع ومدو للمسلسل، وهو الشيء الذي لم يحدث في الجزءين الأولين، إذ كانت هناك قضايا مختلفة تتم معالجتها في شكل كوميدي هادف، وهو ما جعلني متمسكاً بالعمل فيه وقتذاك، فهذا المسلسل مأخوذ في شكل ما من المسلسل الكوميدي الأميركي الشهير "الأصدقاء" الذي حقق نجاحاً عالمياً كبيراً، وعالج مشكلات يمر بها الشباب الأميركي في الوقت الراهن، وكنت أطمح مع زملائي الذين شاركوني هذا المسلسل أن نقدم ما يشبه النسخة العربية له، ولكن يبدو أن الحظ لم يحالفنا. اختفاؤك الطويل جعل البعض يظن أنك في طريقك إلى الاعتزال، خصوصاً بعد إعلانك المستمر أنك من مرتادي الندوات الدينية للداعية الإسلامي عمرو خالد، ودعمك الدائم للفنانات اللواتي يقررن ارتداء الحجاب؟ - فكرة الاعتزال لم تراودني إطلاقاً في أي لحظة من اللحظات، لأنني ما زلت في أول الطريق ولم أقدم المنجز الفني الذي أطمح إليه بعد، ثم أن حضوري الندوات الدينية للداعية الإسلامي عمرو خالد لا يعني أنني أرى أن الفن حرام أو خطيئة يجب التكفير عنها بالاعتزال. اما عن تشجيعي للفنانات اللواتي يقررن ارتداء الحجاب، فلم يحدث إلا في حال واحدة، وهي حال الفنانة حلا شيحا، حينما قلت في حديث صحافي إنني مع الحرية الشخصية، سواء في ارتداء الحجاب أم في التخلي عنه، فالحملة الصحافية الشرسة التي واجهتها حلا شيحا بعد قرارها ارتداء الحجاب دفعتني إلى مساندتها وغيرها من الفنانات. ليس برنامجاً دينياً وماذا عن تقديمك أحد البرامج التلفزيونية المهتمة بالدين وقضايا الشباب على إحدى القنوات الفضائية العربية؟ - هو ليس برنامجاً دينياً كما يحب بعضهم أن يرى، لكنه برنامج يهتم بقضايا الشباب السياسية والاجتماعية والرياضية والدينية وغيرها من المشكلات، وفكرة البرنامج قائمة على هذا الأساس، وهو ما شجعني على تقديمه إيماناً مني بأن جيلي في حاجة الى مثل هذه النوعية من البرامج التي تعالج مشكلاته وقضاياه الحياتية المختلفة. إلى أي مدى ساعدك والداك في دخول عالم الفن؟ - منذ صغري وأنا أحلم بأن أعمل بالفن، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة والتحقت بمعهد الفنون المسرحية وبدأت العمل إلى أن فصلت منه بسبب عدم انتظامي في الحضور، بما يعني أن والديّ لم يساعداني في دخول عالم الفن كما يردد البعض، ولكنني لا أنكر أن اسم والدي ساهم في شكل ما في تيسير الأمر في بدايتي الفنية، فالموهبة هي التي تجعل الفنان يستمر وليس اسمه أو انتسابه إلى فنان بعينه، وأكبر مثال على ذلك أن ابنة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه لم تستمر في مشوارها الفني على رغم اسم والدتها الكبير في عالم الفن طوال عقود طويلة، هذا من ناحية، من ناحية أخرى، فقد درست على الدكتور محمد عبدالهادي من خلال تدربي معه في ورشة إعداد الممثل التي يديرها منذ سنوات والتي أخرجت إلينا العديد من الفنانين الشباب الموجودين على الساحة حالياً، وهو الذي رشحني لدوري في مسلسل "وجه القمر" أمام فاتن حمامة، والتي لم تكن تعلم حينها أنني ابن فاروق الفيشاوي وسمية الألفي. شاركت والدتك الفنانة سمية الألفي مسلسل وحيد، كيف كان شعورك وأنت تمثل أمامها، وهل هناك مشاريع فنية أخرى ستضمك معها أو مع والدك؟ - اشتركت مع والدتي في مسلسل واحد هو "ليلة مقتل العمدة"، ولم أشعر بأنني أمثل لأن دوري في هذا العمل هو دوري في الحياة، اذ لعبت دور ابن سمية الألفي في أحداث العمل، وكان من المقرر أن أشارك والدي مسلسلاً جديداً بعنوان "كناريا وشركاه" ولكنني اعتذرت بسبب انشغالي بتصوير حلقات "العمة نور"، لأنني لست من أنصار الجمع بين عملين في وقت واحد. لك تجربة سينمائية وحيدة لم تلق النجاح المتوقع لها وهي "شباب على الهوا،" هل هذا الفشل هو الذي دفعك إلى عدم تكرار التجربة؟ - في رأيي أن عيوب تجربة "شباب على الهوا" كانت أكثر من مميزاتها، ولست ضد تكرار التجربة، لكنني ما زلت في انتظار فرصة أفضل ودور أكثر جدية. وما جديدك في الفترة المقبلة؟ - أستعد للسفر إلى أميركا للدراسة في أكاديمية الفيلم في نيويورك لمدة عام، كما أستعد حالياً للمشاركة في فيلم انكليزي من إنتاج أميركي - انكليزي مشترك.