بثت قناة "الجزيرة" الفضائية أمس الجمعة شريط فيديو يظهر فيه سعيد الغامدي، أحد منفذي هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، وهو يقرأ وصيته ويقول ان قتال "العدو الأميركي" واجب على كل مسلم. ويحذّر الغامدي المعتز بالله الأميركيين بأن "نجاتهم" تتمثل في "خروجهم من بلاد المسلمين". ويظهر الغامدي في الشريط وهو يتدرب في منطقة صحراوية في أفغانستان على إطلاق قذائف ال"ار بي جي" والمضادات الأرضية. كما يظهر مراراً وهو يدخل نفقاً ضخماً تحت الأرض يُعتقد انه مخبأ من مخابئ "القاعدة". ويحمل الشريط الذي يعود تاريخ تسجيله الى نحو ثلاث سنوات أو أكثر، عبارات دينية كثيرة تُحرّض على قتل "الكفار". ومعلوم ان سعيد الغامدي كان في طائرة "يونايتد ايرلاينز" الرحلة 93 التي كان خطفها اللبناني زياد الجراح مع أحمد النعمي وأحمد الحزنوي وتحطمت في بنسلفانيا وعلى متنها 45 شخصاً. ويُعتقد ان هدفها كان مبنى الكابيتول في واشنطن. في غضون ذلك، اعادت أجهزة الأمن الاسبانية فتح ملف الجزائريين الاربعة الذي اعتقلتهم في كانون الثاني يناير الماضي في مقاطعة كاتالونيا شمال شرقي اسبانيا بتهمة الانتماء الى خلية تابعة لتنظيم "القاعدة"، ثم أطلقهم قاضي المحكمة الوطنية غيارمو رويث بولانكو خلال شهر آذار مارس. وربطت مصادر مطلعة في مدريد بين الحملة القوية التي تعرضت لها الاجهزة دفاعاً عن الصحافي تيسير علوني وبين اعادة فتح هذا الملف واستعجال اعتقال المواطن الجزائري أيوب السعودي، بتهمة تشكيل "جماعة ارهابية مسلحة" وبناء على استنابة قضائية تقدمت بها السلطات الجزائرية عبر جهاز "الانتربول". وكان عدد من الناشطين الاسلاميين اعتقل في حينه مع السعودي في اقليم كاتالونيا، بتهمة "الانتماء الى جماعة ارهابية تطلق على نفسها تسمية "جماعة حماة التيار السلفي" ولهم سوابق في الجزائر بتهمة الارهاب". اما السلطات الفرنسية والجزائرية والاسبانية فكانت تؤكد انتماءهم الى "المجموعة السلفية للدعوة والقتال" المنشقة عن "المجموعة الاسلامية المسلحة". وقالت المصادر الأمنية الاسبانية ان التحقيقات التي أدت الى القاء القبض على ايوب السعودي أوائل السنة، في اطار عملية سميت "البحيرة"، اشارت الى أن المتهم كان من "كبار المتعاونين" مع زعيم خلية تابعة لتنظيم "القاعدة" تم تفكيكها في فرنسا. وقد تمكنت هذه العملية من تفكيك خلية دعم لوجيستي لمجموعة أخرى في فرنسا لها علاقة بتنظيم "القاعدة" وكانت تتأهب كما قيل ل"تنفيذ اعتداءات في فرنسا". وأوضحت وزارة الداخلية الاسبانية ان الاعتداء الأول الذي خططت له هذه الخلية كان مهاجمة السفارة الروسية في باريس بسيارة مفخخة. واستناداً الى معلومات الوزارة، فإن المعتقل الجزائري كان "مساعداً مقرباً" من المدعو مروان بن أحمد الذي اعتقل في فرنسا في كانون الأول/ ديسمبر 2000 الذي يعتقد أنه تدرب في جورجيا على تحويل المواد الكيماوية إلى سموم لتنفيذ اعتداءات ارهابية في أوروبا. أما السعودي فتقول إنه شارك في مهمات تزوير وقدّم تسهيلات الانتقال وتوفير المأوى لناشطين آخرين. وتجدر الاشارة إلى أن الشرطة الاسبانية وقعت مع شرطة الجزائر في آب اغسطس الماضي على اتفاق للتعاون لتعزيز علاقاتهما في مجال تنقل الأفراد ومكافحة الإرهاب. وفي السياق ذاته، ارسل مختبر أميركي تقريراً الى قاضي المحكمة الوطنية غيارمو رويث بولانكو يؤكد أن "المزج بين بعض هذه المواد المضبوطة يتوصل الى احداث انفجارات وتصنيع قنابل نابالم منزلية". وكان القاضي استند إلى تقرير أعده مختبر "مانيوسا" التابع لوزارة الدفاع الاسبانية في آذار مارس الماضي بعد تحليله للمواد التي ضبطت بحوزة المعتقلين السلفيين، وأقرّ بأنها مواد تنظيف ومسحوق جوز الهندي و"غير مضرة". لذا اطلق القاضي المعتقلين جميعاً. وتعتبر مصادر قضائية ان التقرير الأميركي غيّر الأمور، فبعدما حُفظ ملف القضية لغياب الأدلة، قرر القاضي بطلب من المدعي العام، إعادة فتحها واستدعاء أربعة من المتهمين يوم 30 أيلول سبتمبر الجاري لاستنطاقهم بشأن نتائج التقرير، وسيطلب القاضي من الولاياتالمتحدة معلومات اضافية لتأكيد مضمون التقرير. لكن الشرطة سارعت باعتقال ايوب السعودي، بعدما اثار اعتقال علوني الشكوك بتقاريرها، على رغم أن مصادرها تؤكد أن الصحافي متورط بقضايا كبيرة ومهمة تثبت انتماءه - وليس تعاطفه فقط - بشكل بارز الى منظمات مشبوهة وخطيرة". وهذا ما دفع بالقاضي غارثون الى تمديد سجنه.