أفاد مصدر ديبلوماسي أوروبي ان المفوضية الأوروبية قطعت شوطاً مهماً في الإعداد لضم ليبيا الى المسار الأورومتوسطي الذي انطلق من برشلونة العام 1995، ولم تكن تنتظر سوى التوصل الى اتفاق بين باريس وطرابلس للبدء بإجراءات ادماج ليبيا في المسار. وكان الليبيون الذين أظهروا في البدء تحفظات على الشراكة الأورومتوسطية طلبوا لاحقاً إدماجهم فيها، كون بلدهم يملك أطول ساحل على المتوسط حوالى ألفي كيلومتر. ووجد الأوروبيون حلاً وسطاً للتجاوب مع مساعي البلدان العربية المتوسطية التي ضغطت لضم ليبيا الى المسار، فدعوا وفداً ليبياً الى المشاركة في الاجتماع الوزاري الذي استضافته مدينة شتوتغارت في العام 1997. وتوالى حضور وزراء ليبيين في الاجتماعات اللاحقة في مالطا ومرسيليا وبلنسيا، لكن بصفتهم مراقبين بسبب اشتراط فرنسا الوصول الى حل مرض مع أسر ضحايا طائرة "يوتا". إلا أن مصدراً ليبيا أوضح ان بلده لا ينتظر فوائد اقتصادية من الشراكة الأورومتوسطية وانما يأمل بأن تساعده على تطبيع علاقاته مع البلدان الأوروبية وإنهاء عزلته الاقليمية. ولم يستبعد المصدر ان يباشر الاتحاد الأوروبي منذ الآن الإعداد لاتفاق شراكة بينه وبين ليبيا على غرار الاتفاق الذي توصل اليه مع الجزائر نهاية العام الماضي، لكن مع أخذ خصوصيات الاقتصاد الليبي في الاعتبار.