دخلت العلاقات الكرواتية - الصربية مرحلة جديدة من التفاهم والتحسن، إثر زيارة الرئيس الكرواتي ستيبي ميسيتش لبلغراد أمس، وهي الأولي من نوعها منذ انهيار الاتحاد اليوغوسلافي عام 1992. ووصف ميسيتش زيارته في تصريح للصحافيين، بزأنها "كانت ضرورية، لإنهاء المشكلات التي أضرت بمصالح الشعبين الكرواتي والصربي، بعدما بقيت عالقة بين البلدين". وتبادل الجانبان الاعتذارات عن الجرائم التي ارتكبت في الحروب السابقة، واتفقا على النظر الى المستقبل لتطوير علاقاتهما. وأجرى الرئيس الكرواتي محادثات مع رئيس "اتحاد صربيا والجبل الأسود" سفيتوزار ماروفيتش، إضافة الى كبار المسؤولين في الحكومة الصربية. والتقى وفداً يمثل نحو 300 ألف صربي لا يزالون لاجئين في صربيا والجبل الأسود، كانوا غادروا ديارهم في كرواتيا خلال الحروب التي شهدتها المنطقة. وأبلغهم ميسيتش خلال اللقاء بأنه مهتم بقضيتهم الإنسانية، وترك الخيار لكل فرد منهم بين العودة الى مناطقه في كرواتيا أو التخلي عن ذلك قانوناً في مقابل تعويضه عن أملاكه. كما استمع الى وفد يمثل الأقلية الكرواتية في صربيا والجبل الأسود للوقوف على أوضاعهم وحقوقهم، وأكد لهم انهم سيحصلون على الجنسية الكرواتية بعدما اتفق مع المسؤولين في "اتحاد صربيا والجبل الأسود" على الجنسية المزدوجة للكروات والصرب في البلدين. وأشار الإعلان الذي صدر في ختام الزيارة الى تسهيل اجراءات السفر، بما في ذلك الغاء طلب التأشيرة لمواطني البلدين، وإعادة تنظيم اعمال المؤسسات التجارية والشركات المشتركة، وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الحالية بين كرواتيا من جهة وصربيا والجبل الأسود من جهة أخرى، لمنع التسلل وأعمال التهريب، بما يلبي ضرورات أمن المنطقة وطلبات الاتحاد الأوروبي، والتعاون في الحلول للمشكلات الاقليمية.