لقيت خطة بلغراد في شأن "الحل السلمي" لمشكلة المسلحين الألبان في جنوب صربيا، تفهماً من جانب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي ألمح الى أنه ينظر بإيجابية الى اقتراح يوغوسلافيا تضييق المنطقة المنزوعة السلاح في أراضيها المحاذية للحدود الشرقية لإقليم كوسوفو. ونقل تلفزيون بلغراد عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون امس، أنه ستتم دراسة خطة بلغراد في ما يخص جنوب صربيا والمنطقة المنزوعة السلاح. ودعا "الألبان السياسيين الى القبول بإجراء محادثات مع حكومة بلغراد حول خطتها للحل السلمي وتطوير جنوب صربيا" وطلب من "المسلحين إنهاء المواجهات". وأكد أن قوات حفظ السلام الدولية "ستعمل في ما يخص الوضع في جنوب صربيا، بحسب قرار مجلس الأمن 1244". كما نقل التلفزيون عن نائب رئيس الحكومة الصربي المكلف متابعة مشكلة جنوب صربيا، ينبويشا تشوفيتش وصفه محادثاته في بروكسيل مع سفراء دول حلف شمال الأطلسي ومسؤول الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بأنها "كانت ناجحة". وقال إن "المحادثات اسفرت عن اعتبار خطة بلغراد، سبيلاً جيداً لحل المشكلات المتعلقة بجنوب صربيا، بعدما بُحثت فقرة فقرة، وتم الاتفاق على تنفيذها بالتعاون مع المجتمع الدولي". وأشار تشوفيتش الى أن سفراء دول الحلف الأطلسي، أبدوا تفهماً لطلب بلغراد تقليص عرض الخمسة كيلومترات المحدد للمنطقة المنزوعة السلاح المحاذية للحدود الشرقية لإقليم كوسوفو "على أن يتم ذلك خطوة خطوة، تلافياً لحصول اي مشكلات". وأعرب عن أمله بأن يتم في المرحلة الأخيرة "إلغاء المنطقة المنزوعة السلاح، لعدم وجود مبرر لبقائها في ظروف التعاون القائم بين الجيش اليوغوسلافي وقوات حفظ السلام الدولية". تفهم اطلسي وأفاد تشوفيتش ان الحلف الأطلسي أبدى تفهماً لضبط النفس الذي تحلت به بلغراد وشدد على موقفه في شأن استمرار مساعي الحل السلمي للوضع القائم في جنوب صربيا "لكنه لم يستبعد إمكان السماح للقوات اليوغوسلافية القيام بعمليات عسكرية، إذ أصر الإرهابيون على مواصلة الهجمات المسلحة في المنطقة". الجبل الأسود من جهة أخرى، واصلت رئيسة هيئة الادعاء العام لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي، زيارتها لجمهورية الجبل الأسود، لليوم الثاني على التوالي امس. والتقت ديل بونتي رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش ورئيس حكومته فيليب بويانوفيتش ورئيس البرلمان سفيتوزار ماروفيتش وغيرهم من كبار المسؤولين. وذكر تلفزيون العاصمة بودغوريتسا ان المحادثات تناولت ما يخص ثلاثة أشخاص لم تذكر أسماؤهم من الجبل الأسود تتهمهم المحكمة بالقصف الذي تعرضت له مدينة دوبروفنيك السياحية الكرواتية المجاورة لحدود الجبل الأسود اثناء الحرب الكرواتية أواخر العام 1991. كما تناولت تشديد رقابة حكومة الجبل الأسود لإلقاء القبض على رادوفان كارافيتش وغيره من المطلوبين بجرائم حرب إذا دخلوا أراضي الجمهورية.