دعم استطلاع للرأي امس موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد ارييل شارون ازاء عملية السلام، إذ اظهر ان رئيس الوزراء ما زال يتمتع بتأييد غالبية الاسرائيليين على رغم الانتقادات الاميركية والفلسطينية الاخيرة والازمة الاقتصادية. وأظهر الاستطلاع الذي اجرته الاذاعة الاسرائيلية ان 57 في المئة قالوا انهم راضون عن اداء زعيم حزب "ليكود" اليميني، في مقابل 43 في المئة قالوا انهم غير راضين. وأظهر الاستطلاع انه في حال اجراء انتخابات مبكرة يرغب اكثر من 50 في المئة من الناخبين في ليكود يمين ان يكون شارون مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء، في مقابل 23 في المئة يفضلون وزير المال بنيامين نتانياهو. وفي حال قرر شارون عدم ترشيح نفسه مجدداً سيحصل نتانياهو على دعم 8،49 في المئة من ناخبي ليكود لتولي منصب رئيس الوزراء، في مقابل 23 في المئة لوزير الدفاع شاؤول موفاز و5 في المئة لوزير الخارجية سيلفان شالوم و3 في المئة لوزير التجارة والصناعة رئيس بلدية القدس السابق ايهود اولمرت. وافاد الاستطلاع ان 40 في المئة من انصار المعارضة العمالية يعتبرون رئيس الوزراء السابق ايهود باراك مرشحهم المفضل، في مقابل 22 في المئة لرئيس الكنيست السابق افراهام بورغ و20 في المئة لوزير الثقافة السابق ماتان فيلناي و6 في المئة لوزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعيزر. وتمكن شارون الذي تسلم السلطة في شباط فبراير عام 2001 من الاحتفاظ بشعبية عالية بين الاسرائيليين على رغم عدم احرازه تقدماً كبيراً باتجاه حل النزاع مع الفلسطينيين. ويبدو ان شارون تمكن كذلك من تجنب غضب الناخبين بسبب الحال الاقتصادية التي اجبرت الحكومة على فرض تخفيضات غير مسبوقة في الموازنة. وواجهت "خريطة الطريق" للسلام سلسلة من العقبات منذ انطلاقها في القمة التي عقدت في الاردن في الرابع من حزيران يونيو الماضي وحضرها الرئيس جورج بوش وشارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس. وكانت اسرائيل تأمل في ان يعتبر افراجها عن عشرات الفلسطينيين اول من امس على انه بادرة حسن نية تهدف الى اعطاء الزخم للعملية السلمية. إلا أن عدد الذين افرج عنهم كان اقل كثيرا من العدد الذي طالب به الفلسطينيون الذين نادوا باطلاق المعتقلين كافة المقدر عددهم بنحو ستة آلاف. ويبدو ان الافراج عن المعتقلين ادى الى توتر العلاقات بين الجانبين بدلاً من تحسينها نظراً لأن محكومية معظم الفلسطينيين الذين اطلقوا تنتهي خلال أشهر. تزامن ذلك مع اعلان مصادر الجيش الاسرائيلي امس اعتقال ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية ليل الاربعاء - الخميس بينهم ثلاثة من الزعماء المحليين لحركة "الجهاد الاسلامي" واثنان من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وصرحت المصادر وكذلك الاذاعة الاسرائيلية بان القوات الاسرائيلية اعتقلت 18 من افراد الامن الفلسطينيين في مدينة اريحا في الضفة اول من امس للاشتباه في إعدادهم هجمات معادية لاسرائيل. وواجهت الحكومة الاسرائيلية كذلك انتقادات متزايدة من حليفتها الرئيسية واشنطن حيث انتقد الرئيس جورج بوش مجدداً بناء الجدار الامني الذي يمر بالضفة الغربية، معتبراً أنه مشكلة. واوضح مسؤولو ادارة بوش انهم يرغبون في تغيير مسار الجدار وانهم يفكرون في فرض عقوبات مالية على اسرائيل لبنائها الجدار. إلا أن شارون أكد أن بناء الجدار سيستمر، اذ تعتبره اسرائيل مهماً لوقف عمليات تسلل المسلحين من الضفة الى داخل اسرائيل بنية تنفيذ هجمات، الا ان الفلسطينيين يعتبرون الجدار محاولة لفرض حدود لدولتهم المنشودة في اي تسوية مستقبلية. يذكر ان عدد الهجمات انخفض بشكل كبير منذ اعلنت الحركات الفلسطينية المتشددة مثل حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اشهر في 29 حزيران يونيو، على رغم مخاوف المسؤولين الاسرائيليين من ان تلك الجماعات تستخدم الهدنة لبناء ترساناتها.