الناصرة - "الحياة" - استعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون شعبيته في أوساط الإسرائيليين، وعاد ليكون مرشحهم الأول من دون منازع لمنصب رئيس الحكومة. وأكدت نتائج استطلاع جديد للرأي نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية انجراف الإسرائيليين نحو المواقف المتشددة على خلفية استحكام العداء للفلسطينيين. وبموجب النتائج، فإن مرشح اليمين، بغض النظر عن هويته، سيهزم أي مرشح لليسار في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أن معسكر اليمين سيفوز بغالبية المقاعد في الكنيست. وأبدى 56 في المئة رضاهم عن أداء رئيس الحكومة بشكل عام 46 في المئة في الاستطلاع السابق، مقابل 38 في المئة قالوا إنهم غير مرتاحين. وقال 37 في المئة من الإسرائيليين و45 في المئة من ناخبي حزب "ليكود" انهم يفضلون شارون زعيماً لحزبهم على خصمه اللدود بنيامين نتانياهو، ما عنى تراجع شعبية الأخير بست نقاط في أوساط عموم الإسرائيليين، وثلاث نقاط في أوساط أنصار ليكود. وقال 37 في المئة إنهم سيصوتون في الانتخابات المقبلة لمصلحة ليكود، ما يعني احتمال فوز الحزب ب42 مقعداً يتمثل ب19 في الكنيست الحالية، وأعلن 14 في المئة فقط انهم سينتخبون حزب العمل، ما ينبئ باحتمال خسارة الحزب 8 مقاعد برلمانية يتمثل حالياً ب25 مقعداً. وفضل 32 في المئة القائد السابق للجيش شاؤول موفاز وزيراً للدفاع في الحكومة المقبلة، فيما أيد 21 في المئة اختيار ايهود باراك لهذا المنصب، وحظي وزير الدفاع الحالي بنيامين بن اليعيزر بتأييد 17 في المئة فقط، ما يؤشر إلى تفضيل الإسرائيليين جنرالاً يدعو إلى المزيد من البطش في المناطق الفلسطينية المحتلة. وأدت تصريحات رئيس بلدية حيفا، الساعي إلى تزعم حزب العمل، عمرام متسناع المؤيدة لانسحاب جيش الاحتلال من المناطق الإسرائيلية والتوصل إلى حل سلمي شامل، إلى انحسار شعبيته في أوساط الإسرائيليين الذين أضحوا يفضلون رؤية بن اليعيزر زعيماً للحزب، لكن معسكر اليسار ما زال يدعم متسناع، كما أيد 40 في المئة من ناخبي "العمل" متسناع مقابل 28 في المئة لبن اليعيزر. وعلى رغم هذا التطرف اليميني في الشارع الإسرائيلي، حملت الأجوبة على أسئلة تناولت تنازلات إسرائيلية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين مفاجآت، إذ ما زالت غالبية الإسرائيليين 54 في المئة تؤيد قيام دولة فلسطينية، وأيد 58 في المئة اخلاء المستوطنات في قطاع غزة و47 في المئة اخلاءها في الضفة الغربية عارض 41 في المئة. لكن الغالبية الساحقة 78 في المئة ترفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما يرفض 56 في المئة اخضاع القدس العربية المحتلة لسيادة فلسطينية. ولفت المعلق على نتائج الاستطلاع إلى أن تأييد غالبية الإسرائيليين للتنازلات المذكورة لا يعني الكثير، لأن الغالبية الساحقة في أوساط اليمين ترفض كل هذه التنازلات وهي التي ستحظى، حسب الاستطلاع، بغالبية المقاعد البرلمانية، ما يعني أنها ستحبط أي محاولة لتقديم أي تنازل للفلسطينيين.