القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - يتوقع ان تكون المعركة حامية بين رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ووزير خارجيته بنيامين نتانياهو على زعامة حزب ليكود، خصوصا ان استطلاعات الرأي افادت ان الفائز سيكون رئيس الوزراء المقبل. وفي هذا السياق، اظهر استطلاع للرأي نشر امس ان شارون يتقدم على نتانياهو بعشر نقاط في السباق على زعامة ليكود في الانتخابات المقبلة، في حين اشار استطلاع اخر الى تعادله مع نتانياهو، ما يشير الى ان رئيس الوزراء الحالي سيواجه منافسة شرسة من خصمه في اطار سعيه للاحتفاظ بزعامة ليكود. وجاء في الاستطلاع الذي نشر في صحيفة "معاريف" ان 48 في المئة من ناخبي ليكود سيعطون اصواتهم لشارون 74 عاما في الانتخابات الحزبية التي لم يعلن عن موعدها بعد، مقارنة بنتانياهو 53 عاما الذي سيحصل على 38 في المئة. ونشرت الصحيفة صورة كبيرة لشارون في صدر صفحتها الاولى الى جانب نتائج الاستطلاع، ما اعطى حملته دفعة معنوية كبيرة في الوقت الذي تستعد فيه اسرائيل لاجراء انتخابات مبكرة دعا اليها شارون بعد انهيار حكومته الائتلافية الاسبوع الماضي بانسحاب حزب العمل، وهو حزب يسار وسط، بسبب خلاف حول تمويل المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة في اطار موازنة عام 2003. وينظر المجتمع الدولي الى المستوطنات التي اقامتها اسرائيل في الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 على انها غير مشروعة وترى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة غير ذلك. ومن المتوقع اجراء الانتخابات الاسرائيلية في كانون الثاني يناير قبل موعدها الاصلي بتسعة اشهر، وستعطل على الارجح عملية السلام في الشرق الاوسط وتزيد من حال عدم الاستقرار الاقليمي قبل ضربة اميركية محتملة للعراق. واظهر استطلاع آخر نشرته صحيفة "جيروزالم بوست" الاقل انتشارا والتي تصدر بالانكليزية، تقاربا بين شعبية شارون ونتانياهو بين اعضاء ليكود. ورأى شارون انه بضمه نتانياهو الى فريقه سيحد من الانتقادات التي يوجهها اليه قبل الانتخابات الداخلية في ليكود ويوفر لاسرائيل في الوقت نفسه مدافعا مفوها في الخارج عن موقف الحكومة المتشدد من الانتفاضة. الى ذلك، افاد استطلاع لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان ليكود سيضاعف عدد مقاعده في الكنيست من 19 الى 34 مقعدا على الاقل من اصل 120 مقعدا، في مقابل حصول حزب "العمل" على 19 الى 25 مقعدا 25 حاليا. اما في المعسكر العمالي، فان زعيم التيار اليساري في الحزب عمرام متسناع يبدو الاوفر حظا لتولي الزعامة في الحزب. واظهر استطلاع للرأي نشر في "يديعوت احرونوت" ان ليكود سواء تحت قيادة شارون او نتانياهو سيهزم حزب "العمل" في الانتخابات العامة بغض النظر عمن سيرأس حزب العمل بعد الانتخابات التي تجرى في الحزب في 19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري لاختيار زعيم له. واظهر اخر استطلاعات الرأي ان شعبية بنيامين بن اليعيزر وزير الدفاع المستقيل من حكومة شارون، وهو من صقور حزب العمل، تراجعت عن شعبية منافسيه متسناع وحاييم رامون، وهما من الحمائم. وحسب نتيجة الاستطلاع، فإن السيناريو الافضل لليكود هو ان يتبارى شارون مقابل وزير الدفاع المستقيل بنيامين بن اليعيزر حيث سيكون الفارق بين المقاعد التي التي سيحصل عليها الحزبان 17 مقعدا. وفي المقابل فإن السيناريو الافضل من جانب حزب العمل هو ان يتبارى متسناع مقابل نتانياهو حيث سيتقلص الفارق الى تسعة مقاعد فقط. واظهر الاستطلاع الحيرة التي يعيشها الناخب الاسرائيلي بين حكومة برئاسة ليكود يتوقع ان تعالج الموضوع الامني، وحكومة برئاسة العمل يمكنها ان تعالج الموضوع الاقتصادي بشكل افضل. من جهة اخرى، أفادت صحيفة "هآرتس" ان شارون ونتانياهو اتفقا على تأجيل الرد الاسرائيلي على مسودة "خريطة الطريق" الاميركية في شأن التسوية في الشرق الأوسط الى ما بعد الانتخابات على زعامة حزب "ليكود" التي يتنافسان عليها. وأضافت ان مساعدي شارون ومسؤولي وزارة الأمن الاسرائيلية سيواصلون اعداد الرد على الخريطة. ونقلت مصادر صحافية ان شارون التقى مساء أول من أمس السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر ليبلغه ان تعيين نتانياهو وزيراً للخارجية لا يعني تغييراً في السياسة الرسمية للحكومة، وانه يؤيد خطاب الرئيس جورج بوش حول الشرق الأوسط ورؤيته للحل السلمي. واضافت ان السفير طالب شارون بتسريع تحرير الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل منذ اكثر من عامين وتصل قيمتها الى 400 مليون دولار. وزادت ان شارون ونتانياهو يشترطان الافراج عن الأموال بإقامة آلية مراقبة للتأكد من ان صرفها سيتم على احتياجات انسانية و"ليس لتمويل الارهاب".