نفى وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن يكون أبلغ البيت الأبيض أنه لا يعتزم أن يبقى في منصبه في حال إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش لولاية ثانية من أربع سنوات، مؤكداً أن الأنباء التي تحدثت عن رحيله تستند إلى "إشاعات". وكان باول يعلق على تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" مفاده أن مساعده ريتشارد آرميتاج قال لمستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس إنه ينوي مع باول ترك منصبيهما حتى ولو انتخب بوش لولاية ثانية في 2004. وقال باول الذي كان يتحدث لإذاعة "راديو سوا" إن "لا علم لي بما يقولونه. أعمل في خدمة الرئيس ولم أناقش أي شيء غير مواصلة عملي معه". ورأى أن مقال الصحيفة "فارغ من أي مضمون، وما قيل إنه نقاش بين آرميتاج ورايس لم يحصل، لذلك فالرواية لا مصدر لها ولا أساس ولا تستند سوى إلى إشاعات وتكهنات من دون مصدر". كذلك نفى آرميتاج أن يكون تحدث مع رايس في هذا الشأن. كما نفى الناطقان باسم البيت الأبيض والخارجية الأميركية النبأ. لكن المصادر الثلاثة ركزت على نفي الفقرات المتعلقة بالحديث بين آرميتاج ورايس فقط. ولم يؤكد أي من المسؤولين الثلاثة في نفيهم، أن باول يعتزم البقاء في منصبه لولاية ثانية إذا أعيد انتخاب بوش. وذكرت مصادر مطلعة أن باول أبلغ في الواقع مساعدين له أنه يعتزم أن يحذو حذو وزراء خارجية سابقين لم يتولوا هذه الحقيبة لأكثر من ولاية واحدة. ومنذ بداية عصر الطيران الذي أضاف الرحلات الدولية إلى مهمات وزير الخارجية، لم يشغل هذا المنصب لولايتين رئاسيتين سوى وزير واحد هو دين راسك الذي عينه الرئيس جون كينيدي وزيراً للخارجية في 1961 وبقي في منصبه بعد اغتيال كينيدي في إدارة الرئيس ليندون جونسون حتى 1969. ويلي راسك في شغل المنصب لمدة طويلة جورج شولتز الذي بقي وزيراً للخارجية من الولاية الأولى لرونالد ريغن التي بدأت في 1982 إلى 1989 في منتصف الولاية الثانية. وبعد ذلك، شغل وارن كريستوفر المنصب خلال ولايتين رئاسيتين لكنه تخلى عن الحقيبة أثناء الولاية الأولى للرئيس بيل كلينتون. وعلى رغم أنهم لم ينفوا عزم باول على التخلي عن منصبه حتى ولو انتخب بوش، سارع مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية إلى انتقاد النبأ الذي نشرته الصحيفة على صفحتها الأولى. وقال أحدهم "إنها واشنطن بوست في آب أغسطس"، ملمحاً إلى ندرة الأخبار في هذا الشهر الذي يمضي فيه معظم المسؤولين والبرلمانيين عطلهم. ورأى أن هذا المقال "يمكن أن يكون كتب منذ ستة أشهر أو سنة. وفي الواقع ليس فيه أي شيء جديد"، مشيراً إلى تصريحات نقلتها مجلة "تايمز" في أيلول سبتمبر 2002 عن أحد مساعدي باول، ورد فيها أن وزير الخارجية لا يريد أن يبقى لولاية ثانية في منصبه.