} تعرضت ادارة الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش، لاول انتكاسة لها، اذ اجبرت ضغوط مارسها الديموقراطيون على مرشحته لتولي حقيبة العمل ليندا شافيز على التخلي عن المنصب. لكن الضغوط استمرت على مرشحين آخرين لمناصب وزارية، اما بهدف اقصائهم عن مناصبهم كما في حالة المرشح لحقيبة العدل جون اشكروفت، او مجرد محاولة لتشويه صورتهم، كما هو الحال مع كولن باول المرشح لحقيبة الخارجية والذي ادرك الديموقراطيون انهم عاجزون عن حجب ثقة الكونغرس عنه، فلجأت مصادرهم الى التشكيك بعلاقاته الخارجية. واشنطن - أ ب، رويترز - أبدى الرئيس المنتخب جورج بوش اسفه لقرار وزيرة العمل المعيّنة ليندا شافيز التخلي عن المنصب في مواجهة حملة تشكيك بمصداقيتها عبر اتهامها بتشغيل مهاجرة غير شرعية في منزلها. وقال بوش لدى وصوله الى واشنطن مساء اول من امس: "اعتقد جازماً انها مؤهلة لتكون وزيرة عظيمة، لكن اتفهم ترددها في المضي قدماً" في المعركة. وجاء ذلك اثر مؤتمر صحافي عقدته شافيز وقالت فيه ان "سياسة الحاق الدمار بالاشخاص" دفعتها الى اتخاذ قرارها، وذلك بعدما تعهد الديموقراطيون باثارة القضية خلال جلسات المصادقة على تعيينها التي كانت ستعقد في الكونغرس الاسبوع المقبل. واستغل الديموقراطيون "المساعدة الانسانية" التي قدمتها شافيز الى المهاجرة الغواتيمالية، بايوائها الاخيرة، لاتهامها بانتهاك قانون يحظر على الاميركيين ايواء او تشغيل مهاجرين غير شرعيين. واعتبرت شافيز الحملة عليها استمراراً للحملة على بوش خلال معركة الانتخابات الرئاسية. وفي هذا الاطار، ادلى الرئيس المنتهية ولايته بيل كلينتون بتعليق خرج فيه عن اللياقة المعتادة في هذه الظروف، معتبراً ان الرئيس الجمهوري المنتخب فاز نتيجة وقف اعادة فرز الاصوات، ما يوحي بان الفوز يجب ان يكون من نصيب آل غور. وقال كلينتون في كلمة القاها امام مؤيدي الديموقراطيين في شيكاغو اول من امس: "اعتقد الجمهوريون ان الانتخابات انتهت. وعندما انتهت بالفعل، كان مرشحنا قد فاز بالتصويت الشعبي. والطريقة الوحيدة التي كانت تمكنهم من الفوز في الانتخابات تمثلت في وقف اعادة الفرز في فلوريدا". واعاد كلامه الى الاذهان اجواء الانقسام والاتهامات المتبادلة التي سادت المعركة الرئاسية والتي كان التقليد يقضي بان يبقى الرئيس الحالي بمنأى عنها، ناهيك عن توقفه عن اثارتها بعد الاعتراف بفوز بوش. وبعد اسقاط شافيز، يعد الديموقراطيون لتصويب سهامهم نحو وزير العدل المعيّن جون اشكروفت والذي يتهمونه بمناهضة سياساتهم المؤيدة للاجهاض ووضع قيود على حيازة الاسلحة وتدخل الدولة في تأهيل بعض ابناء الاقليات للاندماج في المجتمع العملي. باول وترافقت هذه التطورات، مع حملة خفية للنيل من وزير الخارجية المعيّن كولن باول، وذلك باتهامه بتلقي تمويل لمهرجان خطابي اقامه، من نائب رئيس الوزراء اللبناني عصام فارس الذي قالت صحيفة "جيروزالم بوست" ان "علاقات وثيقة تربطه بالحكومة السورية"، فضلاً عن كونه "احد الاصدقاء المقربين من الرئيس السابق جورج بوش". ورد باول معتبراً ان النقد الذي وجه اليها كان "محزناً". ودافع عن المهرجان الخطابي الذي اقامه في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الماضي في جامعة "توفتس" بولاية ماساتشوستس وقال باول الذي يقوم بزيارات مجاملة لاعضاء الكونغرس قبل جلسة تثبيته في منصبه الاسبوع المقبل انه "من المحزن حقاً ان يلطخ اسم هذا الرجل النبيل" عصام فارس. وكانت تكاليف المهرجان الذي اقيم قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، دفعت من خلال منحة ساهم فيها فارس باعتباره من كبار المتبرعين للجامعة. وانتقدت جماعات ذلك، معتبرة ان هناك مخاوف عندما يتلقى مسؤولون اموالاً من مصادر سيتعاملون معها من خلال توليهم منصبهم. وقال باول: "كان الخطاب عادياً ومن النوع الذي القيه طوال الوقت. انه لمن المؤسف جدا اثارة بعض الشكوك من وجود شيء غير سليم يخص الترتيبات او مشاركتي في المحاضرة". وكانت "جيروزالم بوست" نقلت عن مصدر لم تسمه، ان باول تلقى مبلغ 200 الف دولار لقاء المحاضرة، لكن وزير الخارجية المعيّن انكر ذلك، قائلاً: "لو كان المبلغ الذي ذكرته الصحيفة صحيحاً لما كنت هنا اليوم".